تاب بشروطها الثلاثة: الأول: الإقلاع عن المعصية، والثاني: الندم على فعلها، والثالث: العزم على أن لا يعود إليها أبدًا، هذا إن كانت في حقوق الله تعالى وإن كانت متعلقة بحق من حقوق العباد فيشترط لصحة التوبة أن يؤدي ذلك الحق إلى صاحبه أو يعفو عنه صاحب الحق. وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
٦٦٩٢ - (٢٦٨٣) (٣٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (٩) روى عنه في (٢٠) بابًا (وأبو معاوية) محمد بن خازم الضرير (عن عاصم) بن سليمان الأحول، ثقة، من (٤) روى عنه في (١٧) بابًا (عن أبي عثمان) النهدي عبد الرحمن بن مُلّ بتثليث الميم وتشديد اللام، مشهور بكنيته، ثقة مخضرم، من (٢) روى عنه في (١١) بابًا (عن أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس الكوفي رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو موسى: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر) ذكر الحافظ بن حجر في كتاب الدعوات أنه لم يقف على تعيين هذا السفر ثم ذكر في كتاب القدر أنه كان في غزوة خيبر ولم يذكر له مستندًا (فجعل الناس) أي شرعوا (يجهرون) أي يرفعون الأصوات (بالتكبير فقال) لهم (النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اربعوا) بفتح الباء مع همزة الوصل أمر من ربع من باب فتح يقال ربع الرجل يربع إذا رفق وكف، وفي القاموس ربع كمنع وقف وانتظر ومنه قولهم اربع عليك أو على نفسك والمعنى ارفقوا (على أنفسكم) واخفضوا أصواتكم فإن رفع الصوت إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه (إنكم ليس) الشأن أو فيه التفات أي إنكم لستم (تدعون) أي تنادون أو ليس هنا حرف بمعنى لا النافية أي إنكم لا تدعون (أصم)