التامات) أي أتحصن بها (من شر) وضرر (ما خلق) الله سبحانه من الإنس والجن والسباع والهوام (لم يضره) أي لم يوصل إليه الضرر (شيء) من المخلوق (حتى يرتحل من منزله ذلك) الذي نزل فيه.
قوله:(بكلمات الله التامات) قيل معناه الكاملات اللاتي لا يلحقها نقص ولا عيب كما يلحق كلام البشر، وقيل: معناه الشافية الكافية، وقيل الكلمات هنا هي القرآن فإن الله تعالى قد أخبر عنه بأنه هدى وشفاء. وهذا الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يدفع به الأذى ولما كان ذلك استعاذة بصفات الله تعالى والتجاء إليه كان ذلك من باب المندوب إليه المرغب فيه، وعلى هذا فحق المتعوذ بالله تعالى وبأسمائه وصفاته أن يصدق الله في التجائه إليه ويتوكل في ذلك عليه ويحضر ذلك في قلبه فمتى فعل ذلك وصل إلى منتهى طلبه ومغفرة ذنبه. قوله:(لا يضره شيء حتى يرتحل منه) هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلًا وتجربة فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية (اسم مكان) ليلًا فتفكرت في نفسي فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات فقلت لنفسي ذامًا لها وموبخًا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الملدوغ "أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٣٧٧]، والترمذي في الدعوات باب ما يقول إذا نزل منزلًا [٣٤٣٣]، وابن ماجه في الطب باب الفزع والأرق وما يتعوذ به منه [٣٥٩٢].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث خولة بنت حكيم رضي الله تعالى عنها فقال:
٦٧٠٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا هارون بن معروف) المروزي أبو علي الضرير نزيل بغداد، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب (وأبو الطاهر) أحمد بن عمرو المصري (كلاهما) رويا (عن) عبد الله (بن وهب) القرشي المصري (واللفظ) الآتي (لهارون) قال