هارون:(حدثنا عبد الله بن وهب) بصيغة السماع (قال) ابن وهب: أخبرنا غير عمرو (وأخبرنا) أيضًا (عمرو وهو ابن الحارث) بن يعقوب الأنصاري المصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٣) بابًا (أن يزيد بن أبي حبيب) سويد الأزدي المصري (والحارث بن يعقوب) الأنصاري المدني (حدثاه) أي حدثا لعمرو بن الحارث (عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج) المخزومي المدني (عن بسر بن سعيد) المدني (عن سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني (عن خولة بنت حكيم السلمية) الصحابية المدنية رضي الله تعالى عنهما (أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول): وهذا السند من ثمانياته، غرضه بيان متابعة عمرو بن الحارث لليث بن سعد (إذا نزل أحدكم منزلًا) جديدًا سفرًا أو حضرًا (فليقل) أول نزوله فيه (أعوذ) وأتحصن (بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه) أي فإن الشأن والحال (لا يضره شيء حتى يرتحل منه) أي من ذلك المنزل ببركة كلمات الله سبحانه، قيل الكلمات التامة هنا القرآن، وفي المبارق هي كتبه المنزلة على أنبيائه، وقيل: المراد بها صفات الله وقد جاء الاستعاذة بها في قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بعزة الله وقدرته اه.
قوله:(إذا نزل أحدكم منزلًا) قال الأبي: ليس ذلك خاصًا بمنازل السفر بل عام في كل موضع جلس فيه أو نام وكذلك لو قالها عند خروجه للسفر أو عند نزوله للقتال الجائز فإن ذلك كله من هذا الباب وشرط نفع ذلك النية والحضور ولو قالها أحد وحصل له ضرر شيء حمل على أنه لم يقله بنية، ومعنى النية أن يستحضر في قلبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى التحصن بها وأنه الصادق المصدوق اه منه، قوله:(لم يضره شيء) .. إلخ أي من هوام أو سارق أو غير ذلك لأنها نكرة في سياق النفي اه سنوسي. ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في الشاهد ثانيًا فقال: