قال القرطبي: قوله: (قل آمنت بنبيك الذي أرسلت) هذا حجة لمن لم يجز نقل الحديث بالمعنى وهو الصحيح من مذهب مالك وقد ذكرنا الخلاف فيه ولا شك في أن لفظ النبوة من النبإ وهو الخبر فالنبي في العرف هو المنبأ من جهة الله تعالى لأمر يقتضي تكليفًا فإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول وإلا فهو نبي غير رسول وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا لأن الرسول والنبي قد اشتركا في أمر عام وهو النبأ وافترقا في أمر خاص وهو الرسالة فإذا قلت محمد رسول الله تضمن ذلك أنه نبي رسول فلما اجتمعا في النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يجمع بينهما في اللفظ حتى يُفهم من كل واحد منهما من حيث النطق ما وُضع له، وأيضًا فليخرج عما يشبه تكرار اللفظ من غير فائدة لأنه إذا قال ورسولك فقد فهم منه أنه أرسله فإذا قال الذي أرسلت صار كالحشو الذي لا فائدة فيه بخلاف نبيك الذي أرسلت فإنهما لا تكرار فيهما لا محققًا ولا متوهمًا والله أعلم اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [/٤ ٢٩٠]، والبخاري في مواضع منها في الدعوات باب ما يقول إذا نام [٦٣١٣]، وأبو داود في الأدب باب ما يقال عند النوم [٥٠٤٦ إلى ١٥٠٤٨] والترمذي في الدعوات باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه [٣٣٩١]، وابن ماجه باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه [٣٩٢٢].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث البراء رضي الله عنه فقال:
٦٧١٣ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله يعني ابن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٧) بابًا (قال) عبد الله: (سمعت حصينًا) ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٠) أبواب (عن سعد بن عبيدة) السلمي الكوفي، ثقة، من (٣)(عن البراء بن عازب) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة حصين بن عبد الرحمن لمنصور بن المعتمر (عن النبي صلى الله عليه وسلم) وساق الحصين (بهذا