ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث البراء الأول بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
٦٧٢١ - (٢٦٩٣)(٤٢)(وحدثنا إسحاق بن موسى) بن عبد الله بن موسى (الأنصاري) الخطمي، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا أنس بن عياض) بن ضمرة الليثي أبو ضمرة المدني، ثقة، من (٨) روى عنه في (١١) بابًا (حدثنا عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم العمري المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٢) بابًا (حدثني سعيد بن أبي سعيد) كيسان (المقبري) المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (١٠) أبواب (عن أبيه) كيسان بن سعيد المقبري الليثي مولاهم مولى أم شريك الليثية، ثقة، من (٢) روى عنه في (٩) أبواب، وسُمي المقبري لأنه كان يحفظ مقبرة بني دينار ويقال كان نازلًا عندها (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أوى) وانضم ورجع (أحدكم إلى فراشه) للنوم، قال الأزهري: آوى وأوى بمعنى واحد لازم ومتعد، وفي الصحاح عن أبي زيد آويته أنا إيواء وأويته إذا أنزلته بك فعلت وأفعلت بمعنى فأما أويت له بمعنى رثيت له فبالقصر لا غير قال ذو الرمة:
على أمر من لم يشوني ضر أمره ... ولو أني استأويته ما أوى ليا
(فليأخذ) أي فليمسك (داخلة إزاره) وهو طرفه الذي يتصل بالجسد، ووقع في رواية مالك عند البخاري في التوحيد (صنفة إزاره) وهي بنفس المعنى، وقال القرطبي: داخلة الإزار هي ما يلي الجسد من طرفي الإزار (فلينفض) أي فليمسح ويكنس (بها) أي بداخلة الإزار (فراشه) قبل الاضطجاع فيه، ومعناه يستحب مسح الفراش قبل الدخول فيه خوف أن يكون فيه عقرب أو غيرها وينفضه ويده مستورة بإزار خوف أن يكون فيه ما يؤذيه والبيوت لم تكن فيها وقتئذٍ مصابيح فمهما حصل العلم بالسلامة كفى حتى لو نظر بمصباح اه أبي.