عالمًا (وجهلي) ضد العلم أي والذي ارتكبته جاهلًا (وإسرافي في أمري) كله كما في رواية البخاري أي مجاوزتي الحد المشروع فعلًا وتركًا (وما أنت) أي واغفر لي يا إلهي ذنبًا أنت (أعلم) أي عالم (به) أي بوقوعه (مني) ولا أعلم أنا وقوعه مني (اللهم اغفر لي جدّي) بكسر الجيم وتشديد الدال والجد القول بالمعاصي مع قصد معناه (وهَزْلي) التلفظ بالمعاصي بلا قصد معناه على سبيل المزاح والسخرية وهو ضد الجد (وخطئي) ونسياني (وعمدي) أي قصدي أي ما فعلته خطأ ونسيانًا وما فعلته عمدًا وقصدًا (وكل ذلك) المذكور من الخطيئة والجهل وما بعدهما موجود (عندي) أو ممكن مني وهذا كالتذييل لما سبقه أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها لي قاله صلى الله عليه وسلم تواضعًا وهضمًا نفسه أو عد فوات الكمال وترك الأولى ذنوبًا أو أراد ما كان عن سهو أو ما كان قبل النبوة اه قسطلاني (اللهم اغفر لي ما قدمت) أي ما تقدم من خطإ أو ما قدمت مما يحق تأخيره (وما أخرت) أي ما تأخر من خطإ أو مما يحق تقديمه وهذان شاملان لجميع ما سبق كقوله: (وما أسررت) أي ما أخفيت من المعاصي عن غيرك (وما أعلنت) أي أظهرت لهم (وما أنت أعلم به مني أنت المقدم) لمن تشاء من خلقك بتوفيقك إلى رحمتك (وأنت المؤخر) لمن تشاء عن ذلك، قال القرطبي: أنت المقدم لمن شئت بالتوبة والولاية والطاعة وأنت المؤخر لمن شئت بضد ذلك والأولى أنه تعالى مقدم كل مقدم في الدنيا والآخرة ومؤخر كل مؤخر في الدنيا والآخرة وهذان الاسمان من أسماء الله تعالى المزدوجة كالأول والآخر والمبدئ والمعيد والقابض والباسط والخافض والرافع والضار والنافع فهذه الأسماء لا تقال إلا مزدوجة كما جاءت في الكتاب والسنة هكذا قال بعض العلماء ولم يجز أن يقال: يا خافض حتى يضم إليه يا رافع اه من المفهم (وأنت على كل شيء قدير) جملة مؤكدة لمعنى ما قبلها وعلى كل شيء متعلق بقدير وهو فعيل بمعنى فاعل مشتق من القدرة وهي القوة والاستطاعة وهل يطلق الشيء على المعدوم والمستحيل فيه خلاف اه قسطلاني.