قال القرطبي: قد تقدم الكلام في عصمة الأنبياء من الذنوب وفي معني ذنوبهم غير مرة ونزيد هنا نكتتين: إحداهما أنا وإن قلنا إن الذنوب لا تقع منهم غير أنهم يتوقعون وقوعها وأن ذلك ممكن وكانوا يتخوفون من وقوع الممكن المتوقع ويقدرونه واقعًا فيتعوذون منه وعلى هذا فيكون قوله: (وكل ذلك عندي) أي ممكن الوقوع عندي ودليل صحة ذلك أنهم مكلفون باجتناب المعاصي كلها كما كلفه غيرهم فلولا صحة إمكان الوقوع لما صح التكليف. والثانية أن هذه التعوذات وهذه الدعوات والتضرعات قيام بحق وظيفة العبودية واعتراف بحق الربوبية ليقتدى بهم مذنبو أممهم ويسلكوا مناهج سبلهم فتستجاب دعوتهم وتقبل توبتهم والله تعالى أعلم، وقد أطنب الناس في ذلك وما ذكرناه خلاصته.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [/٤ ٤١٧]، والبخاري في الدعوات باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت"[٦٣٩٨ - ٦٣٩٩].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٧٣١ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه محمد بن بشار) العبدي البصري (حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي) بكسر الميم الأولى أبو محمد الصنعاني نزيل البصرة، صدوق، من (٩) روى عنه في (٤) أبواب (حدثنا شعبة في هذا) أي بهذا (الإسناد) يعني عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، غرضه بيان متابعة عبد الملك لمعاذ بن معاذ. ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٦٧٣٢ - (٢٦٩٩)(٤٨)(حدثنا إبراهيم بن دينار) البغدادي أبو إسحاق التمار، ثقة، من (١٠) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا أبو قطن) بالتحريك (عمرو بن الهيثم) بن