البخل ولا تجتمع الشجاعة والسخاوة إلا في نفس كاملة ولا ينعدمان إلا من متناه في النقص اه من التحفة (و) أعوذ بك من (الهرم) بفتحتين أي من كبر سن يؤدي إلى تساقط بعض القوى وضعفها (وعذاب القبر) أي من موجبات عذابه وهو ضغطة القبر وشدة سؤال الملكين (اللهم آت) أي أعط (نفسي تقواها) أي اتقاءها من عذابك بامتثال المأورات واجتناب المنهيات (وزكها) أي طهرها من الذنوب بالعفو والغفران (أنت خير من زكاها) قال القاضي عياض: قوله (خير) اسم تفضيل ولكن ليس على بابه من الدلالة على المفاضلة أي أنت مزكيها ولا مزكي لها غيرك (أنت وليها) أي متولي أمورها دينًا ودنيا (ومولاهما) أي ناصرها على أعدائها من النفس والشيطان والهوى والكفار، قال الدهني:(أنت وليها) أي ناصرها راجع إلى قوله آت نفسي كانه يقول: انصرها على فعل ما يكون سببًا لرضاك عنها لأنك ناصرها، وقوله مولاها راجع إلى قوله زكها يعني طهرها بتاديبك إياها كما يؤدب المولى عبيده اه من المبارق (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) أي من علم لا أعمل به ولا أعلم به الناس ولا يهذب الأخلاق والأقوال والأفعال أو من علم لا يحتاج إليه أو علم لم يرد في تعلمه إذن شرعي اه تحفة، والحاصل أن العلم الذي لا ينفع هو العلم الذي لا يعمل به العالم أعاذنا الله تعالى منه وعدم النفع عام سواء كان مصحوبًا بالضرر كما في مخالفة أوامر الشرع بعد علمها أو لم يكن مصحوبًا به كترك المستحبات بعد علمها فإنه لا إثم فيه ولكنه خال عن النفع، وفي الحديث العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه أتعب صاحبه بنفسه في جمعه ثم لم يصل إلى نفعه رواه ابن خير في فهرسته ص (٥)(ومن قلب لا يخشع) أي لا يسكن ولا يطمئن بذكر الله تعالى (ومن نفس لا تشبع) أي بما آتاها الله تعالى ولا تقنع بما رزقها ولا تفتر عن جمع المال لما فيها من شدة الحرص أو من نفس تأكل كثيرًا، قال ابن الملك: أي من نفس حريصة على جمع المال وتحصيل المناصب (ومن دعوة لا يستجاب لها) بصيغة المجهول، قال النووي: هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل على ما قاله العلماء إن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف به فإنه يذهب