للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ".

قَالَ الْحَسَنُ: فَحَدَّثَنِي الزُّبَيْدُ أَنَّهُ حَفِظَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي هَذَا "لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُل شَيءٍ قَدِيرٍ. اللَّهُمَّ أَساَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ"

ــ

إلا الله وحده) في ذاته وصفاته، وفي التحفة قوله وحده حال مؤكدة أي منفردًا بالألوهية (لا شريك له) في أفعاله، قال عبد الواحد: (قال الحسن) بن عبيد الله: (فحدثني) هذا الحديث أيضًا (الزبيد) مصغرًا بن الحارث بن عبد الكريم اليامي أبو عبد الرحمن الكوفي من بني يام بن دافع بن مالك من همدان، ثقة ثبت، من (٦) روى عنه في (٧) أبواب، وليس في مسلم من اسمه الزبيد إلا هذا الثقة، وزعم (أنه حفظ عن إبراهيم) بن سويد النخعي (في هذا) الحديث لفظة (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ولكن لم أسمع أنا هذه الزيادة عن إبراهيم بن سويد، ثم كمل الحسن بقية الحديث فقال: (اللهم أسألك خير هذه الليلة) قال الطيبي: أي خير ما ينشأ فيها وخير ما يسكن فيها، قال تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ} وقال ابن حجر: أي ما أردت وقوعه فيها لخواص خلقك من الكمالات الظاهرة والباطنة وخير ما يقع فيها من العبادات التي أُمرنا بها فيها أو المراد خير الموجودات التي قارن وجودها هذه الليلة وخير كل موجود الآن (وأعوذ بك من شر) ما وقع في (هذه الليلة وشر ما) وقع في الليالي التي (بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل) بفتحتين أي من التثاقل في الطاعة مع الاستطاعة، قال الطيبي: الكسل التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير من ظهور الاستطاعة (وسوء الكبر) قال النووي: قال القاضي: رويناه الكبر بكسر القاف وإسكان الباء وفتحها فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس والفتح بمعنى الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر كما في الحديث الآخر، قال القاضي: وهذا أظهر وأشبه بما قبله، قال: وبالفتح ذكره الهروي، وبالوجهين ذكره الخطابي وصوّب الفتح ويعضده رواية النسائي وسوء العمر (اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٤٤٠]، وأبو داود في الأدب باب ما يقول إذا أمسى [٥٠٧١]، والترمذي في الدعوات باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى [٣٤٥٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>