[٥٠٦٣](قال علي لابن أعبد ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها وقمت البيت أي كنست حتى اغبرت ثيابها وأوقدت القدر حتى دخنت ثيابها وأصابها من ذلك ضر). وفي إسناده علي بن أعبد قال المنذري في تلخيصه [٨/ ٣٢٧] ليس بمعروف ولا أعرف له غير هذا الحديث، ووقع في رواية محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو عند ابن حبان في صحيحه وعند عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (اشتكت فاطمة مجل يدها) والمجل بفتح الميم وسكون الجيم معناه التقطيع، وقال الطبري: المراد به غلظ اليد وكل من عمل عملًا بكفه فغلظ جلدها قيل مجلت كفه نقله الحافظ في الدعوات من فتح الباري [١١/ ١١٩].
وفي الحديث استحباب خدمة البيت والزوج للمرأة ولم يكن واجبًا عليها قضاء (وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي) ممن استرقهم المسلمون في بعض الغزوات، وفي رواية أبي الورد المذكورة في سنن أبي داود عن علي (فسمعنا أن رقيقًا أُتي بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادمًا يكفيك) وأفادت هذه الرواية أن الذي بعثها إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو علي نفسه رضي الله عنه ويؤيده ما أخرجه أحمد من رواية هبيرة بن يريم عن علي (قلت لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألتيه خادمًا فقد أجهدك الطحن والعمل)(فانطلقت) فاطمة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم (فلم تجده) صلى الله عليه وسلم فاطمة، وفي رواية أبي الورد المذكورة فوجدت عنده حداثًا أي جماعة يتحدثون فاستحييت فرجعت وعليه فالمراد من قوله فلم تجده أي لم تجده فارغًا (ولقيت عائشة فأخبرتها) حاجتها (فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها) وبحاجتها، قال علي رضي الله عنه:(فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا) في بيتنا (وقد أخذنا مضاجعنا) أي مفارشنا ومراقدنا (فذهبنا) أي قصدنا أن (نقوم) إليه (فقال) لنا (النبي صلى الله عليه وسلم): اثبتا (على مكانكما)