(عندنا) أي موجودًا عندنا يعني في بيته فأعطيكيه ثم إنه أحالها على التسبيح والتهليل والتكبير فـ (قال) لها: (ألا) حرف عرض وهو الطلب برفق ولين؛ أي ألا (أدلك) يا فاطمة بكسر الكاف خطابًا للمؤنث (على ما هو خير لك من خادم) ليكون ذلك عوضًا من الدعاء عند الكرب والحاجة كما كانت عادته عند الكرب على ما يأتي في الحديث المذكور بعد هذا وبيّن ذلك الخير لها بقوله: (تسبحين ثلاثًا وثلاثين) مرة (وتحمدين ثلاثًا وثلاثين) كذلك (وتكبّرين أربعًا وثلاثين) كذلك (حين تأخذين) وتشرعين (مضجعك) أي مرقدك ويمكن أن تكون خيريته من جهة أنه أحب لابنته ما يحب لنفسه إذ كانت بضعة منه من إيثار الفقر وتحمل شدته والصبر عليه ترفيعًا لمنازلهم وتعظيمًا لأجورهم وبهذين المعنيين أو بأحدهما تكون تلك الأذكار خيرًا لهما من خادم أي من التصريح بسؤال خادم والله تعالى أعلم اه من المفهم.
قوله:(ما ألفيتيه عندنا) معناه ما وجدت الخادم في بيتي كأنه صلى الله عليه وسلم نبهها على أنه صلى الله عليه وسلم ما أخذ خادمًا من هؤلاء السبي وأن السبي ليست مملوكة له وإنما هي من الغنيمة التي يريد توزيع ثمنها على أصحاب الصُفّة فأحب لبنته ما أحب لنفسه. وهذا الحديث انفرد به المؤلف من بين الأئمة الستة كما في تحفة الأشراف.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٧٤٨ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنيه أحمد بن سعيد) بن صخر (الدارمي) نسبة إلى دارم بن مالك بطن كبير من تميم أبو جعفر السرخسي نسبة إلى سرخس بلدة من بلاد خراسان، ثقة، من (١١) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا حبان) بموحدة بن هلال الهلالي البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٤) بابًا (حدثنا سهيل) بن أبي صالح (بهذا الإسناد) يعني عن أبيه عن أبي هريرة. غرضه بيان متابعة وهيب لروح بن القاسم.