ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو الدعاء عند صياح الديك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٧٤٩ - (٢٧٠٨)(٥٧)(حدثني قتيبة بن سعيد حدثنا ليث) بن سعد (عن جعفر بن ربيعة) بن شرحبيل بن حسنة الكندي المصري، ثقة، من (٥) روى عنه في (٦) أبواب (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم صياح الديكة) بكسر الدال وفتح الياء بوزن عنبة جمع الديك وهو ذكر الدجاج جمعه ديوك وديكة بوزن عنبة كذا في المصباح، قال في المرقاة: وليس المراد حقيقة الجمع لأن سماع واحد كاف فالديك يُجمع في القلة على أدياك وفي الكثرة على ديوك وديكة كفيل وفيلة، وقال ابن سيده الديك ذكر الدجاج وعن الداودي: وقد يُسمى الديك دجاجة والدجاجة تقع على الذكر والأنثى اه (فاسألوا الله من فضله) ورحمته (فإنها) أي فإن الديكة (رأت ملكًا) وهذا بإدراك يخلقه الله فيها، قال القاضي عياض: إنما أمرنا بالدعاء حينئذٍ لتؤمِّن الملائكة وتستغفر وتشهد للداعي بالتضرع والإخلاص. واستدل به النووي وغيره على استحباب الدعاء عند حضور الصالحين وورد في صحيح ابن حبان (لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة) وفي رواية البزار (صرخ ديك قريب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: اللهم العنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مه كلا إنه يدعو إلى الصلاة") ذكره العيني في عمدة القاري [٧/ ٢٩٥ و ٢٩٦](وإذا سمعتم نهيق الحمار) وصوته المرتفع (فتعوّذوا) أي استعيذوا (بالله من) شر (الشيطان فإنها) أي فإن الحمر (رأت شيطانًا) قال العيني: النهيق صوته المنكر وإنما أمر بالتعوذ عنده لحضور الشيطان فيخاف شره فيتعوذ منه، وروى أبو موسى الأصبهاني في ترغيبه من حديث أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانًا، ويمثّل له شيطان فإذا كان كذلك فاذكروا الله تعالى وصلوا عليّ ".