للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ. لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"

ــ

ما يحزنه (لا إله إلا الله العظيم الحليم) بالرفع صفتان للجلالة ويجوز النصب فيهما بتقدير أمدح (لا إله إلا الله رب العرش العظيم) رواه الداودي برفع العظيم على أنه نعت للرب تعالى، ورواه الجمهور بالجر على كونه صفة للعرش، وكذا اختلفت القراءات في قوده تعالى: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} قال الطيبي: صدر هذا الثناء بذكر الرب ليناسب كشف الكرب لأنه مقتضى التربية والحلم الذي يدل على العلم إذ الجاهل لا يتصور منه حلم ولا كرم وهما أصل الأوصاف الإكرامية (لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم) على اختلاف الروايات في رفع الكريم وجره، وزاد البخاري في الأدب المفرد بعد هذا: اللهم اصرف عني شره؛ والمعنى لا يطلب كثف الكرب إلا منه تعالى لأنه لا يكشف الكرب العظيم إلا الرب العظيم اه مرقاة. قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء ويسمونه دعاء الكرب فإن قيل كيف يُسمى هذا دعاء وليس فيه من معنى الدعاء شيء وإنما هو تعظيم لله تعالى وثناء عليه فالجواب أن هذا يُسمى دعاء لوجهين أحدهما أنه يُستفتح به الدعاء ومن بعده يدعو، وقد ورد في بعض طرقه ثم يدعو، وثانيهما أن ابن عيينة قال: وقد سئل عن هذا أما علمت أن الله تعالى يقول: إذا شغل عبدي ثنائي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين رواه الترمذي [٢٩٢٦] وقد قال أمية بن أبي الصلت:

إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضك الثناء

وفي رواية من تعرضه اه.

قال القرطبي قلت: وهذا الكلام حسن وتتميمه أن ذلك إنما كان لنكتتين إحداهما كرم المثنى عليه فإنه إذا اكتفى بالثناء عن السؤال دل ذلك على سهولة البذل عليه والمبالغة في كرم الحق تعالى، وثانيهما أن المثني لما آثر الثناء الذي هو حق المثنى عليه على حق نفسه الذي هو حاجته بودر إلى قضاء حاجته من غير إحواج إلى إظهار مذلة السؤال مجازاة على ذلك الإيثار والله تعالى أعلم، ومما جاء منصوصًا عليه وسُمي دعاء وإن لم يكن فيه دعاء ولا طلب ما أخرجه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت لا إله

<<  <  ج: ص:  >  >>