(ففرج الله) سبحانه أي فتح (منها) أي من انطباق تلك الصخرة (فرجة) أي فتحة (فرأوا منها) أي من تلك الفتحة (السماء) وفي قوله: (فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك) .. إلخ أن من عمل عملًا صالحًا لا يجزم بإخلاصه بل يكون بين الخوف والرجاء ويجتهد في الإخلاص ثم يفوض أمره إلى الله تعالى.
(وقال الآخر) وهو الثاني من الثلاثة (اللهم إنه) أي إن الشأن والحال كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت إليها) أي منها (نفسها) أي التمكين لي من نفسها أي راودتها في نفسها لتمكنني من الفجور بها (فأبت) أي امتنعت من التمكين لي منها (حتَّى آتيها بمائة دينار فتعبت) أي أتعبت نفسي في كسبها (حتَّى جمعت مائة دينار فجئتها بها) أي بتلك المائة فمكنت لي من نفسها (فلما وقعت بين رجليها) أي جلست مجلس الرَّجل للوقاع، وفي رواية للبخاري (فلما قعدت بين رجليها) وفي أخرى (فلما كشفتها) ويظهر من الروايات الأخرى أنها امتنعت أولًا عِفة ثم ألَمَّ بها قحط فجاءته تطلب المال فأبى إلَّا أن تمكنه من نفسها كذا وقع في رواية سالم عند البُخَارِيّ، ووقع في حديث للنعمان بن بشير عند الطَّبْرَانِيّ أنها كانت ذات زوج فترددت إليه ثلاث مرات تطلب منه شيئًا من معروفه ويأبى عليها إلَّا أن تمكنه من نفسها فأجابت في الثالثة بعد أن استأذنت زوجها فأذن لها وقال لها: أغني عيالك، قوله:(حتَّى أتيتها بمائة دينار) ووقع في رواية سالم المذكور (فأعطيتها مائة وعشرين دينارًا) وجمع بينهما الحافظ في الفتح بأنه يمكن أن يكون قد أعطاها عشرين زائدة من عنده دون أن تطلبه المرأة ويمكن أن يكون غير سالم ألغى الكسر والله أعلم (قالت) لي: (يَا عبد الله اتق الله) أي خف عقابه على الزنا (ولا تفتح الخاتم) أي ختم البكارة (إلا بحقه) والخاتم كناية عن بكارتها، وقولها:(إلَّا بحقه) أي إلا بنكاح لا بزنى، وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عند البُخَارِيّ (ولا تفض الخاتم) قيل: إن الخاتم كناية عن عذرتها وكأنها كانت بكرًا، وَكَنَتْ