عن الإفضاء بكسر الخاتم، وفيه نظر لما قدمنا من حديث النُّعمان بن بشير أنها كانت ذات زوج وعليه فيمكن تفسير قولها بأن عليها خاتم زوجها ولا يحل لأحد غيره أن يفضها وليس ذلك كناية عن العذرة بل عن انتهاك حرمة الزوج (فقمت عنها) وفي الأبي أن ترك المعصية لله تعالى بعد العزم عليها طاعة وتوبة حقيقية كما قال في الحديث الآخر: "فاكتبوها حسنة فإنما تركها من جراي" أي من أجلي، وفي رواية لحديث النُّعمان بن بشير عند الطَّبْرَانِيّ فأسلمت إليّ نفسها فلما كشفتها ارتعدت من تحتي فقلت: مالك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين، فقلت: خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها (فإن كنت) يَا إلهي (تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك) وطلب مرضاتك (فافرج لنا) أي فافتح لنا (منها) أي من انطباق هذه الصخرة (فرجة) أي فتحة (ففرج) الله سبحانه (لهم) زيادة على الفتحة الأولى ولكن لا يقدرون الخروج منها الآن.
(وقال الآخر) يعني الثالث منهم: (اللهم إنِّي كنت استأجرت أجيرًا بفرق أرز) أما الفرق فهو بفتح الفاء والراء وقيل بسكون الراء والأول أشهر وهو مكيال يسع ثلاثة آصع، وأما الأرز فالمشهور أنَّه بفتح الهمزة وضم الراء وفيه لغات أخرى من ضم الهمزة وسكون الراء وتشديد الزاي وتخفيفها وهي من الحبوب الغذائية المعروفة، وقد وقع في رواية للبخاري أنَّه استأجره على فرق من الذرة، وجمع الحافظ بينهما بأنه كان استأجر أكثر من واحد فاستأجر بعضهم بفرق أرز وبعضهم بفرق ذرة، وقد وقع في حديث ابن أبي أوفى عند الطَّبْرَانِيّ أنَّه كان استأجر قومًا كل واحد بنصف درهم ووجه تطبيقه برواية الباب أن الفرق المذكور كانت قيمته نصف درهم إذ ذاك (فلما قضى عمله) وأتم (قال) الأجير: (أعطني حقي) وأجري (فعرضت عليه) أي قربت إليه (فرقه) الذي اتفقنا عليه أول العقد (فرغب عنه) أي كرهه وسخطه وتركه أي ذهب ولم يأخذه. ووقع في حديث النُّعمان بن بشير بيان السبب في ترك الرَّجل أجرته ولفظه (كان لي أجراء يعملون فجاءني