للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: (وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَ، َّةِ. حَتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزوَاجَ وَالأَوْلَادَ وَالضِّيْعَاتِ

ــ

عنه أبو عثمان النهدي في أبواب التوبة. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو عثمان (وكان) حنظلة (من كُتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من الكاتبين له بالوحي جمع كاتب كعاذل وعذال (قال) حنظلة: (لقيني أبو بكر) الصديق يومًا من الأيام أي رآني (فقال) لي: (كيف أَنْتَ يَا حنظلة) كيف اسم استفهام يُستفهم به عن الحال في محل الرفع خبر مقدم، وأنت مبتدأ مؤخر وجوبًا أي أَنْتَ على أي حال يَا حنظلة (قال) حنظلة: (قلت) لأبي بكر في جواب سؤاله: (نافق حنظلة) يَا أَبا بكر أي صار منافقًا يخالف ظاهره باطنه وهذا إنكار منه على نفسه لما وجد منها في حال خلوتها خلاف ما يظهر منها بحضرة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فخاف أن يكون ذلك من أنواع النفاق وأراد من نفسه أن تستديم تلك الحالة التي كان يجدها عند موعظة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولا يشتغل عنها بشيء من شواغل الدنيا اه من المفهم (قال) أبو بكر: (سبحان الله) أي تنزيهًا له تعالى عن كل ما لا يليق به كحرمان عبده المطيع (ما تقول) يَا حنظلة أي لأي شيء تقول هذا الكلام (قال) حنظلة: (قلت) ذلك الكلام لأنا إذا (نكون) أي إذا كنا (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) حالة كونه (يذكّرنا) بتشديد الكاف أي يعظنا (بالنار والجنة) كنا (حتَّى كأنا) نراهما (رأي عين) أي رؤية حقيقية، قال القرطبي: الذي قرأته وقيدته (رأي عين) بالنصب على المصدرية كأنه قال: (حتَّى كأنا نراهما رأي عين) قال القاضي: ضبطناه بالضم أي حتَّى كأن رؤيتنا إياهما رأي عين أي رؤية بعين حقيقة (فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد) أي لاعبنا معهم واستمعتنا بهم ودبرنا أمورهم (و) حاولنا (الضيعات) والمعيشات وأسبابها أي عالجنا معايشنا ومكاسبنا واشتغلنا بها فلا نتذكر الجنة والنار، والضيعات جمع ضيعة وهي معاش الرَّجل من المزارع والمواشي والحرف والصناعات سميت ضيعة لأن الشخص يضيع بتركها، قال القرطبي: الرواية الصحيحة المعروفة (عافسنا) بالعين

<<  <  ج: ص:  >  >>