المهملة وبالفاء والسين المهملة ومعناه عالجنا وحاولنا ذلك، وفي الصحاح المعافسة المعالجة والمحاولة يعني أنَّهم إذا خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتغلوا بهذه الأمور وتركوا تلك الحالة الشريفة التي كانوا عليها ويجدونها عند سماع موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاهدته، وروى الخطابي هذا الحرف عانسنا بالنُّون وفسره بلاعبنا، ورواه القتيبي (عانشنا) بالنُّون والشين المعجمة وفسره بعانقنا، والتقييد الأول أولى رواية ومعنى وقد جاء مفسرًا في الرواية الأخرى، فقال: ضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة والضيعات، جمع ضيعة وهي ما يكون معاش الرَّجل منه من مال أو حرفة أو صناعة وقد تقدم ذكرها آنفًا اه من المفهم (فنسينا كثيرًا) مما سمعناه من موعظات الرسول صلى الله عليه وسلم (قال أبو بكر): يَا حنظلة (فوالله إنَّا لنلقى) ونرى من أنفسنا (مثل هذا) الذي تراه من نفسك، قال حنظلة:(فانطلقت) أي ذهبت (أنا وأبو بكر) الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشكو إليه ما رأينا من أنفسنا خوفًا من أن يكون ذلك نفاقًا (حتَّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم) فـ (قلت) له: (نافق حنظلة) أي صار منافقًا (يَا رسول الله، فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما) سبب (ذاك) النفاق (قلت) له: (يَا رسول الله) إذا (نكون عندك) أي إذا كنا عندك حالة كونك (تذكرنا بالنار والجنة) أثرت فينا موعظتك (حتَّى كانا) أي حتَّى كان رؤيتنا إياهما (رأى عين) حقيقية (فإذا خرجنا من عندك) يَا رسول الله (عافسنا الأزواج والأولاد) أي لاعبنا وضاحكنا معهم (و) عالجنا (الضيعات) ومارسناها وشغلنا في خدمتها واستثمارها، قال في المصباح: الضيعة العقار جمعه ضياع مثل كلبة وكلاب وربما تستعار الضيعة للحرفة والصناعة اه. و (نسينا كثيرًا) مما وعظتنا به، وفي بعض النسخ فنسينا بالفاء العاطفة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده) وإن في