الزُّرَقيّ المدنِيُّ (قال) يحيى (بن أَيُّوب حَدَّثَنَا إسماعيل أخبرني العلاء) بن عبد الرَّحْمَن (عن أَبيه) عبد الرَّحْمَن بن يعقوب الجهني المدنِيُّ (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة) أي من غير التفات إلى الرحمة (ما طمع) من باب سمع (بجنته أحد) من المُؤْمنين لشدة عقوبته (ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة) من غير التفات إلى العقوبة (ما قنط) من باب فرح ونصر وضرب أي ما أيس من القنوط وهو اليأس (من جنته أحد) أي من الكافرين بل يطمع فيها، وذكر المضارع بعد لو في الموضعين لقصد امتناع استمرار الفعل فيما مضى وقتًا فوقتًا. وسياق الحديث في بيان صفتي القهر والرحمة فكما أن صفاته غير متناهية لا يبلغ عنه معرفتها أحد فكذلك عقوبته ورحمته اه مناوي، قال القرطبي: والمعنى لو علم كل من المؤمن والكافر ذلك وجرد النظر إليه ولم يلتفت إلى مقابله، وأما إذا نظر إلى مقابل كل واحد من الطرفين فالكافر ييئس من رحمة الله تعالى والمؤمن يرجو رحمة الله تعالى ويخاف عقابه كما قال بعضهم: لو وُزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أَحْمد [٢/ ٣٣٤]، والتِّرمذيّ في الدعوات باب عظم التوبة وعظم الرَّجاء [٣٥٣٦].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٦٨٠٨ - (٢٧٣٤)(٨٤)(حَدَّثني محمَّد) بن محمَّد (بن مرزوق) بن بكير بن بهلول الباهليّ (ابن بنت مهدي بن ميمون) أي سبطه أبو عبد الله البَصْرِيّ، صدوق، من (١١) روى عنه في (٤) أبواب (حَدَّثَنَا روح) بن عبادة بن العلاء القيسي البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٩)