للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨٢١ - (٠٠) (٠٠) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكٍ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ. وَلَيسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ. وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ"

ــ

٦٨٢١ - (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حَدَّثَنَا جرير عن الأَعمش عن مالك بن الحارث) السلمي الرقي، وقيل الكُوفيّ، ثِقَة، من (٤) روى عنه في (٢) بابين الفضائل والتوبة كما مر (عن عبد الرَّحْمَن بن يزيد) بن قيس النَّخَعيّ أبي بكر الكُوفيّ، ثِقَة، من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن عبد الله بن مسعود) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عبد الرَّحْمَن بن يزيد لأبي وائل (قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد أحب إليه المدح من الله عَزَّ وَجَلَّ من أَجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله من أَجل ذلك حرّم الفواحش ولا أحد أحب إليه العذر) أي قطع الاعتذار وسد بابه على من يريد الاعتذار بلا حصول عذر له في ترك التكاليف الشرعية (من الله) سبحانه متعلق بأحب (من أَجل ذلك) أي من أَجل قطع اعتذارهم إليه من تقصيرهم في ارتكاب المعاصي وترك المأمورات، ومن ترك توبتهم فيغفر لهم (أنزل الكتاب) المبين للتكاليف الشرعية (وأرسل الرسل) لتبليغ تلك التكاليف إليهم فلا عذر لهم يوم القيامة عند المحاسبة في ترك التكاليف فيعاقبون عليه.

وفسر بعض العلماء العذر بقبول التوبة مأخوذ من قولهم عذره إذا قبل عذره، وفسره آخرون بمعنى الإعذار وهو إتمام الحجة وقد يأتي العذر بمعنى الإعذار كما في قوله تعالى: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (٦)} وبه فسره عياض كما في شرح الأبي وإن تفسيره بالإعذار في هذا الحديث هو الظاهر فإنَّه أوفق بقوله فيما بعد (من أَجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل) وقال القرطبي: قوله: (أحب إليه العذر من الله تعالى) أي الاعتذار يعني التقدمة بالبيان والإعذار ويحتمل أن يريد الاعتذار من عبادة له من ذنوبهم إذا استغفروا منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>