للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا بَينَ الأَرْضَيْنِ. فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى، فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ. فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ".

قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا؛ أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ.

٦٨٣٦ - (٠٠) (٠٠) حدّثني عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الصِّدِّيقِ النَّاجِيَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ــ

بالمساحة قدر مسافة (ما بين الأرضين) أي القريتين التي خرج منها والتي ذهب إليها (فإلى أيتهما) أي إلى أية الأرضين (كان) ذلك الرَّجل (أدنى) وأقرب (فهو) أي فذلك الرَّجل (له) أي لذلك الأقرب إليه من الأرضين (فقاسوه) أي حاسبوا قدر مسافة ما بين الأرضين (فوجدوه) أي فوجدوا ذلك الرجل (أدنى) وأقرب (إلى الأرض التي أراد) وهاجر إليها بقدر شبر كما في الرواية الآتية (فقبضته) أي قبضت روح ذلك الرَّجل (ملائكة الرحمة) فكان من أهل الجنة بفضل الله وكرمه تعالى، قال هشام الدستوائي: (قال) لنا (قتادة) بالسند السابق (فقال) لنا الحسن البَصْرِيّ: (ذُكر لنا) أي رُوي لنا في هذا الحديث (أنه) أي أن ذلك الرَّجل (لما أتاه الموت) أي أمارة الموت ومقدماته (نأى) أي ارتفع من الأرض (بصدره) مع ثقل ما أصابه من الموت ومال به إلى جهة الأرض التي أراد الذهاب والهجرة إليها فكان من أهلها.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في الأنبياء [٣٤٧]، وابن ماجه في الديات [٢٦٢٢].

وقد يشكل على توبة هذا القاتل أنَّه ارتكب ذنبًا يتعلق بحقوق العباد فكيف يغفر له بدون أن يعفو عنه صاحب الحق وهو مقتول لا يمكن إرضاؤه، وأجاب عنه الحافظ في الفتح والعيني في العمدة [٧/ ٤٦٩] بأن الله تعالى إذا قبل توبة القاتل تكفل برضا خصمه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد رضي الله عنه فقال:

٦٨٣٦ - (٠٠) (٠٠) (حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري) البَصْرِيّ (حَدَّثَنَا أبي) معاذ بن معاذ (حَدَّثَنَا شعبة عن قتادة أنَّه سمع أَبا الصدّيق الناجي) بكر بن عمر البَصْرِيّ (عن أبي سعيد الخُدرِيّ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من سداسياته، غرضه

<<  <  ج: ص:  >  >>