للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَجَعَلَ يَسْأَلُ: هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَيسَتْ لَكَ تَوْبَةٌ. فَقَتَل الرَّاهِبَ. ثُمُّ جَعَلَ يَسْأَلُ. ثُمَّ خَرَجَ من قَرْيَةٍ إلى قَرْيَةٍ فِيهَا قَوْمٌ صَالِحُونَ. فَلَمَّا كَانَ في بَعْضِ الطَّرِيقِ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ. فَنَأَى بِصَدْرِهِ. ثُمَّ مَاتَ. فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاِئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ. فَكَانَ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ أَقْرَبَ مِنْهَا بِشِبْرٍ. فَجُعِلَ من أَهْلِهَا".

٦٨٣٧ - (٠٠) (٠٠) حدّثنا محمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، وَزَادَ فِيهِ: "فَأَوْحَى اللهُ إلى هَذِهِ: أَنْ تَبَاعَدِي. وَإِلَى هَذِهِ: أَنْ تَقَرَّبِي"

ــ

بيان متابعة شعبة لهشام الدستوائي في رواية هذا الحديث عن قتادة (أن رجلًا) ممن كان قبلكم (قتل تسعة وتسعين نفسًا فجعل) أي شرع ذلك الرَّجل (يسأل) النَّاس (هل له من توبة) ويبحث عنها (فأتى راهبًا) أي عابدًا من رهبان النصارى (فسأله) أي فسأل الرَّجل ذلك الراهب هل له من توبة (فقال) له الراهب: (ليست لك توبة فقتل الراهب ثم جعل) أي شرع (يسأل) النَّاس هل له من توبة (ثم خرج من قرية) قتل فيها النَّاس (إلى قرية) كان (فيها قوم صالحون فلما كان من بعض الطريق أدركه الموت) وحلَّ به (فنأى بصدره) أي مال به إلى جهة القرية التي يذهب إليها مع ما به من ثقل الموت وذلك دليل على صحة توبته وصدق رغبته (ثم مات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها) أي من القرية الفاسدة (بشبر) أي بقدر شبر (فجُعل من أهلها) أي من أهل القرية الصالحة فأخذته ملائكة الرحمة وهي ملائكة الجنة.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا فقال:

٦٨٣٧ - (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنَا محمَّد بن بشار حَدَّثَنَا) محمَّد بن إبراهيم (بن أبي عدي) السلمي البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٩) روى عنه في (٨) أبواب (حَدَّثَنَا شعبة عن قتادة بهذا الإسناد) يعني عن أبي الصديق عن أبي سعيد، غرضه بيان متابعة ابن أبي عدي لمعاذ بن معاذ، وساق ابن أبي عدي (نحو حديث معاذ بن معاذ و) لكن (زاد) ابن أبي عدي (فيه) أي في ذلك النحو لفظة (فأوحى الله) سبحانه (إلى هذه) القرية التي خرج منها أي ألهمها بـ (أن تباعدي) عنه أي عن هذا الرَّجل التائب (وإلى هذه) القرية التي هاجر إليها بـ (أن تقربي) إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>