للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَا يُدْرِينِي مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اسْتَأَذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ. قَالَ: فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ. فَكَمُلَ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نُهِيَ عَنْ كَلَامِنَا. قَالَ: ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاةَ الْفَجْرِ صَبَاحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا. فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّ! تِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَّا. قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ،

ــ

هلال بن أمية أن تخدمه) كان ممن لم يشمله النهي، وعبارة العيني هنا: قوله: (فقال لي بعض أهلي) استشكل هذا مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة وأجيب بأنه يحتمل أن يكون عبَّر عن الإشارة بالقول، وقيل لعله من النساء لأن النهي لم يقع عن كلام النساء اللاتي في بيوتهم، وقيل كان الذي كلمه منافقًا، وقيل كان ممن يخدمه فلم يدخل في النهي اه منه. قال كعب (فقلت) لذلك القائل: (لا أستأذن فيها) أي في خدمة امرأتي (رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني) أي وما يعلمني (ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم) لي (إذا استأذنته فيها) أي في خدمتها لي أي هل يكلمني كلام رضا وقبول أو كلام غضب وردٍّ لاستئذاني (وأنا) أي والحال أني (رجل شاب) قوي على خدمة نفسي قادر عليها أو خائف على نفسي من أن أُصيب امرأتي (قال) كعب (فلبثت بذلك) أي مكثت على ذلك الاعتزال لامرأتي وهجران الناس لي (عشر ليال فكمل) بتثليث حركة الميم (لنا) معاشر الثلاثة (خمسون ليلة من حين نُهي) المسلمون (عن كلامنا) وفي رواية البخاري (من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا) (قال) كعب: (ثم) بعدما كمل لنا خمسون ليلة (صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت) أي على سطح بيت (من بيوتنا) أي من بيوت أقاربنا (فبينا أنا جالس على الحال التي) قد (ذكر الله عز وجل) وأخبرها (منا) معاشر الثلاثة في كتابه العزيز من أنه (قد ضاقت عليّ) وعلى صاحبيَّ (نفسي) وأنفسهما (وضاقت عليّ) وعليهما (الأرض بما رحبت) أي مع رحبها وسعتها حقيقة، وما مصدرية، والرحب بضم الراء وسكون الحاء السعة، قوله: (ضاقت عليَّ نفسي) أي قلبي لا يسعه أنس ولا سرور من فرط الوحشة والغم (وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت) أي مع سعتها وهو مثل للحيرة في أمره كأنه لم يجد فيها مكانًا يفر فيه قلقًا وجزعًا، وإذا كان هؤلاء لم يأكلوا مالًا حرامًا ولا سفكوا

<<  <  ج: ص:  >  >>