للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ صَوْتَ صَارخٍ أَوْفَى عَلَى سَلْعٍ يَقُولُ، بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ. قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا. وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ.

قَالَ: فَآذَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، حِينَ صَلَّى صَلاةَ الْفَجْرِ. فَذَهَبَ النَّاسُ

ــ

دمًا حرامًا ولا أفسدوا في الأرض وأصابهم ما أصابهم فكيف بمن واقع الفواحش والكبائر اه من القسطلاني، وأما الحالة التي ذكرها الله عز وجل فيهم هي ما ذكره في كتابه العزيز بقوله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}.

وذكر جواب بينا بقوله أي بينا أنا جالس على الحالة التي ذكر الله عز وجل في كتابه: (سمعت صوت صارخ) أي مناد يرفع صوته (أوفى) بالفاء مقصورًا أي طلع وصعد وارتفع وأشرف (على) جبل (سلع) بفتح السين وسكون اللام جبل معروف بالمدينة، وزاد ابن مردويه (وكنت ابتنيت خيمة على ظهر سلع فكنت أكون فيها) صرخ و (يقول باعلى صوته) أي بأرفع صوته (يا كعب بن مالك أبشر) بهمزة قطع، وعند الواقدي: وكان الذي أوفى على سلع أبا بكر الصديق فصاح بقوله: (قد تاب الله على كعب) (قال) كعب: (ف) لما سمعت صوت صارخ (خررت) أي سقت على الأرض حالة كوني (ساجدًا) سجود شكر لله تعالى على قبول هذه التوبة، وفيه مشروعية سجدة الشكر وكرهها أبو حنيفة ومالك اه عيني، قال القرطبي: وظاهر هذا الحديث أنها كانت معلومة عندهم معمولًا بها فيما بينهم، وقال بها الشافعي ومالك في أحد قوليه ومشهور مذهبه الكراهة (وعرفت) بسماع صوته (أن قد جاء فرج) أي مجيء فرج لنا من الله تعالى وكشف كربة عنا (قال) كعب: (فآذن) بالمد من الرباعي أي أعلم وأعلن (رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس) الحاضرين عنده وقتئذٍ (بتوبة الله) سبحانه وتعالى (علينا) معاشر الثلاثة (حين صلى صلاة الفجر) أي فرغ منها، ووقع في رواية إسحاق بن راشد ومعمر عند أحمد: فأنزل الله توبتنا على نبيه حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة في شأني معتنية بأمري فقال: "يا أم سلمة تيب على كعب" قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: "إذًا يحطمَكم الناس فيمنعوكم النوم سائر الليلة" حتى إذا صلى الفجر آذن بتوبة الله علينا (فذهب الناس) من عند رسول الله صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>