وسلم إلى بيوتنا، حالة كونهم (يبشروننا) أيها الثلاثة بتوبة الله علينا (فذهب قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهة (صاحبي) مرارة وهلال (مبشرون) يبشرونهما (وركض رجل إليّ) بتشديد الياء أي أجرى إجراءً شديدًا (فرسًا) له إلى جهة بيتي أي استحثه على العدو ليبشرني، وعند الواقدي هو الزبير بن العوام (وسعى) أي عدا برجله (ساع من أسلم قبلي) أي جهة بيتي (وأوفى الجبل) أي سعد جبل سلع وصاح إليّ بالبشارة وهو حمزة بن عمرو الأسلمي رواه الواقدي، وعند ابن عائذ أن اللذين سعيا أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما لكنه صدره بقوله زعموا (فكان الصوت) أي صوت الذي أوفى (أسرع) أي أسبق إليّ (من) مجيء صاحب (الفرس) ووصوله إليّ فلما جاءني الرجل (الذي سمعت صوته) أولًا بنفسه وذاته، حالة كونه (يبشرني) بصراخه وهو حمزة بن عمرو الأسلمي، والفاء في قوله:(فنزعت) أي خلعت (له) أي لإكسائه وإعطائه (ثوبي) بتشديد الياء على التثنية أي إزاري وردائي زائدة في جواب لما كما هي ساقطة في رواية البخاري، وفي قوله:(فكسوتهما) عاطفة على نزعت أي فكسوت ثوبي (إياه) أي ذلك المبشر أولًا (ببشارته) أي في مقابلة بشارته إياي بتوبة الله تعالى، وعبارة البخاري هنا (فكسوته إياهما ببشراه) فهي الأفصح على القاعدة النحوية لتقديمها الآخذ على المأخوذ وهو الأفصح في باب كسا بخلاف عبارة مسلم، والباء في قوله:(ببشراه) باء المقابلة، والحال أني (والله ما أملك) من الثياب (غيرهما) أي غير الثوبين اللذين كسوته إياهما (يومئذٍ) أي يوم إذ كسوته إياهما، وقد كان له مال غيرهما كما سيصرح به فيما يأتي اه قسطلاني، نعم له مال غيرهما من نوع العقار والأراضي ومثلها لا يعطى ولا يليق للمبشر فلا يرد عليه شيء من الاعتراض والله أعلم اه دهني. وكسوته للبشير ثوبيه مع كونه ليس له غيرهما دليل على جواز مثل ذلك إذا ارتجى حصول ما يستبشر به وهو دليل على جواز إظهار الفرح بأمور الخير والدين وجواز البذل والهبات عندها، وقد نحر عمر لما حفظ سورة البقرة جزورًا اه مفهم.