وحاصل ما في المقام أن رجلًا ركض إليّ فرسًا وآخر جعل يسعى على قدميه كل منهما يريد أن يبشرني، وذكر الواقدي أن الذي ركض فرسًا هو الزبير بن العوام والذي سعى على قدميه هو حمزة بن عمرو الأسلمي، قال الواقدي أيضًا: وكان الذي بشر هلال بن أمية بتوبته سعيد بن زيد، قال سعيد: فما ظننته يرفع رأسه حتى تخرج نفسه يعني لما كان فيه من الجهد فقد قيل إنه امتنع من الطعام حتى كان يواصل الأيام صائمًا ولا يفتر من البكاء، وكان الذي بشر مرارة بتوبته سلكان بن سلامة أو سلمة بن سلامة بن وقش.
(واستعرت ثوبين) إزارًا ورداءً من أبي قتادة كما ذكره الواقدي (فلبستهما وانطلقت) أي ذهبت من بيتي حالة كوني (أتأمم) أي أقصد، قال الطبري هي لغة في تميم اه سنوسي (رسول الله صلى الله عليه وسلم) لزيارته، حالة كوني (يتلقاني الناس) أي يستقبلوني في الطريق (فوجًا فوجًا) أي زمرة زمرة وجماعة بعد جماعة، حالة كونهم (يهنئوني) أي يبشروني (بالتوبة) من الله تعالى (ويقولون) عطف تفسير ليهنئوني (لتهنئك) بكسر اللام وفتح التاء وسكون الهاء وكسر النون، وزعم ابن التين والسفاقسي بأنه بفتحها، والمعروف الكسر وسكون الهمزة بالجزم بلام الدعاء أي لتبشرك (توبة الله عليك) وفي رواية البخاري (لتهنك) بكسر النون وحذف الهمزة، قال في القاموس: التهنيء على وزن التكميل التبريك والاستسعاد يقابله التعزية يقال: هنأه تهنئة وتهنيئًا ضد عزاه اه وفي المصباح هنؤ الشيء بالضم مع الهمزة هناءة بالفتح والمد تيسر من غير مشقة ولا عناء فهو هنيء، ويجوز الإبدال والإدغام وهنأني الولد يهنؤني مهموزًا من بابي نفع وضرب، وتقول العرب في الدعاء ليهنئك الولد بهمزة ساكنة وبإبدالها ياء اه دهني. وفي الحديث دليل على جواز التهنئة بأمور الخير بل على ندبها إذا كانت دينية فإنه إظهار السرور بما يسر به أخوه المسلم وإظهار المحبة وتصفية القلب بالمودة اه مفهم. أي فما زال الناس يتلقوني ويهنئوني (حتى دخلت المسجد) النبوي (فإذا) فجائية والفاء عاطفة (رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد) أي ففاجأني جلوس رسول الله صلى