الله عليه وسلم في المسجد (وحوله) أي والحال أن حوله صلى الله عليه وسلم (الناس) جالسين (فقام) إليَّ بتشديد الياء كما في البخاري (طلحة بن عبيد الله) مصغرًا أحد العشرة المبشرين بالجنة حالة كونه (يهرول) أي يسير سيرًا بين المشي والعدو (حتى صافحني) بيده يدي (وهنأني) أي بشرني بالتوبة من الله تعالى، وفيه دليل لمن قال بجواز القيام للداخل والمصافحة، وفيه خلاف بيّناه في الجهاد اه مفهم، قال كعب:(والله ما قام) إليّ كما في البخاري (رجل من المهاجرين غيره) أي غير طلحة قالوا سبب ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين كعب وطلحة، والذي ذكره أهل المغازي أن كعبًا كان أخا الزبير لكن كان الزبير أخا طلحة في أخوة المهاجرين فكعب أخو أخيه كذا في الفتح (قال) عبد الله بن كعب: (فكان) والدي (كعب لا ينساها لطلحة) أي لا ينسى كعب تلك الخصلة وهو بشارته إياه بالتوبة أي لا يزال يذكر إحسانه إليه بتلك وكان رهين مسرته، وفي القرطبي: أي لا ينسى تلك القومة والبشاشة التي صدرت له منه، ومعناه أن تلك الفعلة أكدت في قلبه محبته وألزمته حرمته حتى عدّها من الأيدي الجسيمة والمنن العظيمة، وفي رواية البخاري (ولا أنساها لطلحة)(قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو مصرح في رواية البخاري وهو جواب لما (وهو) أي والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يبرق وجهه) ويلمع ويستنير (من السرور) بتوبة الله تعالى علينا، والجملة الاسمية حال من فاعل قال الذي هو جواب لما، وقوله:(ويقول) تحريف من النساخ وزيادة منهم كما هو ساقط من رواية البخاري، وقوله:(أبشر) يا كعب (بخير يوم) أي بأفضل يوم (مر عليك منذ ولدتك أمك) أي من وقت ولادة أمك إياك، مقول لقال الذي هو جواب لما، ولفظ البخاري هنا (قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور: "أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك")