وقوله:(بخير يوم) .. إلخ، قال النووي: معناه سوى يوم إسلامه وإنما لم يستثنه لأنه معلوم لا بد منه، وعبارة القسطلاني أي سوى يوم إسلامه وهو مستثنى تقديرًا وإن لم يُنطق به أو إن يوم توبته مكمل ليوم إسلامه فيوم إسلامه بداية سعادته ويوم توبته مكمل لها فهو خير من جميع أيامه وإن كان يوم إسلامه خيرها فيوم توبته المضاف إلى إسلامه خير من يوم إسلامه المجرد عنها اه منه (قال) كعب (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (أ) هذه البشارة (من عندك يا رسول الله أم) هي (من عند الله؟ ) تعالى (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) أي ليست من عندي (بل) هي (من عند الله) تعالى زاد ابن أبي شيبة "أنتم صدقتم الله فصدقكم"(وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ) على صيغة المجهول أي إذا حصل له السرور (استنار وجهه) أي تنوَّر وجهه (كأن وجهه قطعة قمر، قال) كعب: (وكنا) معاشر الصحابة (نعرف ذلك) أي كون استنارة وجهه علامة على سروره فيما بيننا، قيل: وإنما قال كأنه قطعة قمر ولم يقل كأنه قمر احترازًا من السواد الذي في القمر أو إشارة إلى موضع الاستنارة وهو الجبين الذي يظهر فيه السرور، وقالت عائشة: إذا كان مسرورًا تبرق أسارير وجهه فكأن التشبيه وقع على بعض الوجه فناسب أن يُشبّه ببعض القمر اه من القسطلاني (قال) كعب: (فلما جلست بين يديه) صلى الله عليه وسلم (قلت: يا رسول الله إن من) علامات صدق (توبتي) أو من تمام توبتي أو من شكر توبتي (أن أنخلع) وأخرج (من) جميع (مالي) وأتصدق به حالة كونه (صدقة) مصروفة (إلى الله) تعالى (وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم) أي خالصة لوجه الله ورضاه ومصروفة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليقسمها بين مستحقيها. وقوله:(صدقة) قال الزركشي وتبعه البرماوي وابن حجر وغيرهما: هي مصدر فيجوز انتصابه بأنخلع لأن معنى أنخلع أتصدق، ويجوز أن يكون مصدرًا في موضع الحال أي متصدقًا، وتعقبه في المصابيح فقال: لا نُسلّم أن الصدقة مصدر وهي اسم لما يُتصدّق به، ومنه قوله تعالى: