وتنزيه هو أي ذلك الوصف أهله أي لائق به تعالى (ثم) بعد حمد الله وثنائه (قال: أما بعد أشيروا عليّ) أي تشاوروا لأجل (في) شأن (أناس) ورهط (أبنوا) وعيبوا (أهلي) ومعنى (أبنوا أهلي) بفتح الهمزة والباء المخففة أي اتهموا وعابوا يقال: أبنه يأبنه من بابي نصر وضرب إذا اتهمه ورماه بخلة سوء فهو مأبون (وأيم الله) أي واسم الله قسمي (ما علمت على أهلي من سوء) أي من عيب (قط) أي في زمن من الأزمنة الماضية (وأبنوهم) أي وأبنى أهل الإفك أهلي وعابوهم (بمن) أي برجل بريء (والله ما علمت عليه من سوء) أي من عيب (قط) أي في زمن مضى من عمري (ولا دخل بيتي قط إلَّا وأنا حاضر) فيه يعني من اتهموا أهلي به يعني صفوان رجل لم يُعلم إلَّا خير (ولا غبت) أنا (في سفر إلَّا غاب) ذلك الرجل (معي وساق) أي ذكر هشام بن عروة (الحديث) السابق الذي ذكره الزهري (بقصته) أي ذكره هشام بتفاصيل قصته كما ذكره الزهري من تنازع الأنصاريين وتواثبهم حتى خفضهم النبي صلى الله عليه ويسلم (وفيه) أي وفي الحديث الذي ساقه هشام لفظة قالت عائشة (ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي) أي منزلي (فسأل جاريتي) أي خادمتي بريرة عن شأني وحالي (فقالت) له الجارية (والله ما علمت عليها) يا رسول الله (عيبًا إلَّا أنها كانت ترقد) وتنام فتستغرق في نومها (حتى تدخل الشاة) من الدواجن بيتها (فتأكل عجينها) أي دقيقها المعجون للخبز (أو) قال عروة (قالت) الجارية (خميرها) بدل عجينها (شك هشام) فيما قال عروة والخمير العجين المخلوط بالخميرة والخميرة ما يُخلط بالعجين ليصلح للخبز بسرعة (فانتهرها) أي فانتهر الجارية وأزعجها وخوّفها (بعض أصحابه) صلى الله عليه وسلم (فقال) لها ذلك البعض (اصدقي) من باب نصر أي أخبري (رسول الله صلى الله عليه وسلم) خبر