للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بهِ. فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ، مَا عَلِمْتُ عَلَيهَا إِلَاّ مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ.

وَقَدْ بَلَغَ الأَمْرُ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيَل لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللَّهِ، مَا كَشَفْتُ عَنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ.

قَالَتْ عَائِشَةُ:

ــ

صدق وقوله: (حتى أسقطوا لها) أي حتى صرّح أولئك البعض لها أي للجارية (به) أي بالأمر الذي جرى من الإفك غاية لقوله فانتهرها بعض أصحابه أو حتى أوقعوا لها في الأمر الذي جرى أو حتى قاربوا إسقاطها في الإفك، وفي رواية أبي أويس عند الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "شأنك بالجارية" فسألها عني وتوعدها فلم تخبره إلَّا بخير ثم ضربها وسألها فقالت والله ما علمت على عائشة سوءًا (حتى أسقطوا لها به) من قولهم أي أسقط الرجل إذا أتى بكلام ساقط، والضمير في قوله به للحديث أو للرجل الذي اتهموها به، وقال ابن الجوزي: حتى صرحوا لها بالأمر الذي جرى، وقيل حتى جاؤوا في خطابها بسقط من القول بسبب ذلك الأمر وضمير لها للجارية وبه عائد على ما تقدم من انتهارها وتهديدها وإلى هذا التأويل كان يذهب أبو مروان بن سرّاج، وقال ابن بطال: يحتمل أن يكون من قولهم سقط إلى الخبر إذا علمه والمعنى ذكروا لها الحديث وشرحوه (فقالت) الجارية: (سبحان الله والله ما علمت عليها) أي على عائشة (إلَّا ما يعلم الصائغ) الذي يصوغ ويسبك المعادن (على تبر الذهب الأحمر) بالغت في نفي العيب كقوله:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

والتبر: القطعة الخالصة من الذهب ووصفه بالأحمر صفة كاشفة، قالت عائشة: (وقد بلغ الأمر) أي أمر الإفك (ذلك الرجل الذي قيل له) أي عنه من الإفك ما قيل تعني صفوان فاللام هنا بمعنى عن كهي في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} أي عن الذين آمنوا كما قاله ابن الحاجب أو بمعنى في أي قيل فيه ما قيل فهي كقوله تعالى: {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} أي في حياتي (فقال) ذلك الرجل (سبحان الله والله ما كشفت عن كنف أنثى) وسترها (قط) أي فيما مضى من عمري (قالت عائشة

<<  <  ج: ص:  >  >>