للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: ١٨٨]. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ. وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ. فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ. وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ. وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا، مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ، مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ

ــ

عوامهم وسفلتهم اه من الحدائق باختصار وتلخيص فراجعه إن أردت بسط المعنى (وتلا ابن عباس) أيضًا قوله تعالى: ({لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}) أي بما فعلوا فرح إعجاب وكبر ({وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}) [آل عمران: ١٨٨] (وقال ابن عباس) في تفسيرها (سألهم النبي صلى الله عليه وسلم) أي سأل اليهود (عن شيء) قيل عن صفته عندهم بإيضاح (فكتموه) أي كتموا النبي صلى الله عليه وسلم (إياه) أي ذلك الشيء الذي سألهم (وأخبروه) صلى الله عليه وسلم (بغيره) أي بغير ذلك الشيء الذي سألهم أي وأخبروا بصفته في الجملة بغير إيضاح (فخرجوا) من عنده والحال أنهم (قد أروه) صلى الله عليه وسلم بفتح الهمزة والراء بـ (أن قد أخبروه) صلى الله عليه وسلم (بما سألهم عنه واستحمدوا) بفتح الفوقية مبنيًا للفاعل معطوف على أروه أي وطلبوا أن يحمدهم (بذلك) الإخبار على الإجمال (إليه) أي عنده صلى الله عليه وسلم (وفرحوا بما أتوا) وفعلوا (من كتمانهم إياه) صلى الله عليه وسلم (ما سألهم عنه) من نعوته. وسند هذا الحديث من سباعياته.

وشارك المؤلف في روايته البخاري في تفسير سورة آلى عمران باب {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} [٤٥٦٨]، والترمذي في تفسير سورة آل عمران [٣٠١٨].

قال الحافظ ابن حجر: (رافع) هذا لم أر له ذكرًا في كتاب الرواة إلَّا بما جاء في هذا الحديث والذي يظهر من سياق الحديث أنه توجه إلى ابن عباس فبلغه الرسالة ورجع إلى مروان بالجواب فلولا أنه معتمد عند مروان ما قنع برسالته ومن ثم ألزم الإسماعيلي البخاري بأنه كان ينبغي له أن يصحح حديث بسرة في مس الذكر على هذا الأساس لأن مروان أرسل فيه شرطيًا يسأل بسرة عن حديث مس الذكر فأخبرته ولعل الفرق أن الشرطي هناك غير مسمى فهو مجهول مطلقًا بخلاف رافع هنا فإنه مسمى ولا يبعد أن يكون البخاري ومسلم قد عرفا كونه ثقة والله أعلم. وحاصل شبهة مروان أن كلًا منا

<<  <  ج: ص:  >  >>