قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَهَا خَيْلُنَا، خَيْلُ بَنِي الْخَزرَجِ. ثُمَّ تَتَامَّ النَّاسُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَكلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ، إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الأحمَرِ" فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: تَعَالَ، يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: وَاللهِ، لأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ.
قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ يَنْشُدُ ضَالَّةً لَهُ
ــ
حبسها حابس الفيل" ذكره ابن إسحاق كما في الروض الأنف للسهيلي [٤/ ٢٥].
ولعل تلك الثنية كان صعودها شاقًا على الناس إما لقربها من العدو أو لصعوبة طريقها .. إلخ كذا في المبارق، وقال في النهاية: وإنما حثهم على صعودها لأنها عقبة شاقة وصلوا إليها ليلًا حين أرادوا مكة سنة الحديبية اه ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصعد بعض أصحابه هذه الثنية ليطلع على خيل قريش فحض الصحابة على صعودها وبشر من يصعدها بأنه سوف تحط ذنوبه عنه.
قال النووي: هكذا هو في هذه الرواية (المُرار) بضم الميم وتخفيف الراء بلا شك، وفي الرواية الآتية (المُرار أو المَرار) بضم الميم وفتحها على الشك، وفي بعض النسخ بضمها أو كسرها والمرار شجر مر والله أعلم اه.
(قال) جابر بالسند السابق (فكان أول من صعدها) أي صعد تلك الثنية بنصب أول على أنه خبر كان مقدم على اسمها واسمها لفظ (خيلنا خيل بني الخزرج) أي وكانت خيلنا خيل بني الخزرج خيل أول من صعدها (ثم) بعد صعود خيلنا (تتام) أي تتابع (الناس) في صعودها (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكلكم) أيها الصاعدون لها (مغفور له) ذنوبه، وقوله:(إلا صاحب الجمل الأحمر) استثناء من المغفور لهم فهو من تتمة كلام النبي صلى الله عليه وسلم قيل إنه الجد بن قيس المنافق وهو الذي تخلف عن بيعة الرضوان فيما ذكره ابن إسحاق، وفي الرواية الآتية (فإذا هو أعرابي جاء ينشد ضالة له) والظاهر منه أنه لم يكن في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كان لحقهم وهو ينشد ضالة له فاستثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه المبشر لهم بالمغفرة (قال) جابر: (فأتيناه) أي فأتينا صاحب الجمل (نقلنا له: تعال) أي أقبل إلينا (يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) ذلك الصاحب: (والله لأن أجد ضالتي أحب إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم) أي نبيكم (قال) جابر: (وكان رجل ينشد ضالة له)