والرغيف العظيم الثخين ويكون ذلك طعامًا نُزلًا لأهل الجنة والله على كل شيء قدير (يكفؤها الجبار بيده) المقدسة بفتح الياء وسكون الكاف وفتح الفاء من باب فتح أي يقلبها من جانب إلى جانب وينقلها من يد إلى يد حتى تُطبخ وتستوي وتصلح للأكل لأنها ثخينة ليست كالرقاقة، والرقاقة بضم الراء وتخفيف القافين الخبز الرقيق غير الثخين يُطبخ بلا حاجة إلى قلبه من جانب إلى جانب وقد أخرج الطبري عن سعيد بن جبير قال: تكون الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن تحت قدميه، ومن طريق أبي معشر عن محمد بن كعب أو محمد بن قيس نحوه، وللبيهقي بسندٍ ضعيف عن عكرمة تُبدّل الأرض مثل الخبزة يأكل منها أهل الإسلام حتى يفرغوا من الحساب. ويستفاد منه أن المؤمنين لا يُعاقبون بالجوع في طول زمان الموقف بل يقلب الله بقدرته طبع الأرض حتى يأكلوا منها من تحت أقدامهم ما شاء الله من غير علاج وحاجة إلى كلفة وإلى هذا القول ذهب ابن برجان في كتاب الإرشاد له كما نقله عنه القرطبي في تذكرته اه قسطلاني (كما يكفؤ) بفتح التحتية وسكون الكاف أي يقلب (أحدكم خبزته) من يد إلى يد بعد أن يجعلها في الملة بعد إيقاد النار فيها حتى تستوي وتطبخ (في) حالة (السفر) دون الحضر فإنه يطبخها في التنور في الحضر والسفر بفتحتين ضد الحضر يعني الخروج من الوطن لحاجة يعني خبز الملة التي يصنعها المسافر فإنها لا تدحى الرقاقة وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي، وقوله:(نزلًا لأهل الجنة) بضم النون والزاي وبإسكانها مصدر وقع موقع الحال من الأرض والنزل في الأصل ما يعد للضيف عند نزوله، والمعنى تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة حالة كونها طعامًا لأهل الجنة يأكلونها في الموقف قبل دخولها أو وبعده (قال) أبو سعيد (فأتى رجل من اليهود) لم أر من ذكر اسمه، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية للبخاري (فأتاه رجل من اليهود)(فقال) ذلك اليهودي: (بارك الرحمن) أي أنزل الرحمن (عليك) البركة يا (أبا القاسم ألا) حرف عرض وهو الطلب برفق ولين (أخبرك بنُزل أهل الجنة يوم القيامة) أي بطعامهم أول قدومهم الموقفَ أو الجنةَ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى) أخبرني (قال) اليهودي: (تكون