البخاري في التفسير رقم [٤٧٣٣] كنت قينًا بمكة فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفًا فجئت أتقاضاه فأفاد أن الدين كان لي أجرة لخباب لصناعته السيف (فأتيته) أي أتيت العاص حالة كوني (أتقاضاه) أي أطلب منه قضاء دين لي عليه (فقال لي) العاص (لن أقضيك) أي لن أدفع لك دينك (حتى تكفر بمحمد) صلى الله عليه وسلم (قال) خباب (فقلت له) أي للعاص (إني لن أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث) مفهوم الغاية ليس مرادًا هنا فإن مثل هذا الكلام وإن كان في الظاهر تعليقًا ولكنه في المحاورات نفي مطلق فكأنه قال: لن أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم أبدًا، وهذا ظاهر جدًّا فلا يرد عليه أنه علق الكفر بالبعث ومن علَّق الكفر كفر في الحال، ثم في تعبيره بالبعث إشارة إلى تعيير العاص بن وائل بأنه لا يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يموت والله أعلم (قال) العاص: (وإني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك) دينك (إذا رجعت إلى مال وولد) لي، وفي رواية شعبة عند البخاري في البيوع (دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالًا وولدًا فأقضيك) قال ذلك استهزاء بعقيدة البعث وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله تعالى منه. كما ذكره البوصيري في همزيَّته:
وقضت شوكة على مهجة العا ... ص فللَّه النقعة الشوكاء
أي النحرة الحاصلة بالشوك.
(قال وكيع) بالسند السابق: (كذا) أي مثل ما ذكرنا (قال) لنا (الأعمش قال) خباب (فنزلت) في ذلك (هذه الآية) يعني قوله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}[مريم: ٧٧] الآية) (إلى قوله ويأتينا فردًا).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير سورة مريم باب {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا}[٤٧٣٢ و ٤٧٣٣]، والترمذي في تفسير سورة مريم [٣١٦١].