النضر (قال أبو جهل) عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، وكان من أشد الأعداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إن كان هذا) القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (هو الحق) المنزّل (من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) عقوبة لنا بسبب مخالفتنا إياه (أو ائتنا بعذاب أليم) أي مؤلم مستأصل لنا، وقد نسب هذا القول إلى غير واحد من المشركين منهم النضر بن الحارث كما ثبت في حديث لابن عباس عند الطبراني ولا تعارض بينهما فإنه يحتمل أن يكون كل واحد منهم قال ذلك فخُص أبو جهل بالذكر في رواية الشيخين لكونه رئيسهم، قال أنس:(فنزلت) آية ({وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ}) يا محمد موجود ({فِيهِمْ}) أي أنت مقيم فيهم في مكة، وهذا إشارة إلى ما قبل الهجرة فكان المانع من نزول العذاب على أهل مكة حينئذٍ وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم. وقوله:({وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}) إشارة على ما بعد الهجرة قبل الفتح وكان المانع من نزول العذاب على أهل مكة إذ ذاك أنه كان يسكنها المؤمنون الذين كانوا يستغفرون الله فلما خرجوا من مكة جميعًا أنزل الله تعالى قوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الأنفال: ٣٤](إلى آخر الآية) فإذن الله تعالى في فتح مكة هو العذاب الذي وعدهم الله تعالى والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في تفسير سورة الأنفال باب {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ} .. [٤٦٤٨]، وباب {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}[٤٦٤٩].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثامن من الترجمة وهو قوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٨٩٢ - (٢٧٦٧)(١٢٧)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (ومحمد بن