(ينكص) بضم الكاف من باب قعد أي يرجع وراءه رجوع القهقرى (على عقبيه) لما رأى من الأهوال والنار والأجنحة، وفي المصباح نكص على عقبيه نكوصًا من باب قعد رجع، قال ابن فارس: والنكوص الإحجام عن الشيء (ويتقي) أي يتحرز ويتحفظ (بيديه) عما يخافه أي يجعلهما وقاية وسترًا عما يخافه (قال) أبو هريرة (فقيل له) أي لأبي جهل (ما لك) أي أي شيء وقع لك خائفًا له ونازعًا منه (فقال) أبو جهل: (إن بيني وبينه) أي وبين محمد (لخندقًا) أي لحفرة عميقة (من نار وهولًا وأجنحة) أي وشيئًا يهال ويخاف ويفزع منه (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا) أبو جهل وقرب (مني لاختطفته) أي لأخذته (الملائكة) بسرعة وجعلته قطعًا (عضوًا عضوًا)(قال) أبو هريرة: (فأنزل الله عز وجل) قال أبو حازم: (لا ندري) ولا نعلم هل الإخبار عن إنزال الآية داخل (في حديث أبي هريرة) أي فيما رآه وحضره (أو شيء بلغه) عن غيره ممن حضره ورآه، وقوله:(كلا إن الإنسان) .. إلخ مفعول به لأنزل، قال أبو حاتم: إن (كلا) هنا بمعنى ألا التي للاستفتاح، وقال الفراء: إنها تكذيب للمشركين، وقول أبي حاتم أولى والإنسان هنا أبو جهل (ليطغى) أي ليتكبر ويرتفع حتى يتجاوز الحد والمقدار و (أن رآه استغنى) بتقدير حرف الجر والضمير البارز عائد إلى أبي جهل أي ألا إن أبا جهل يتكبر عن قبول الحق من أجل استغنائه بماله وشدته وعشيرته (إن إلى ربك) يا محمد (الرجعى) أي المرجع للمجازاة لا إلى غيره فيجازيه على تكبره عن الحق (أرأيت) أي أخبرني يا محمد عن شأن (الذي ينهى) ويزجر وهو أبو جهل (عبدًا) من عباد الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم (إذا صلى) أي إذا أراد الصلاة (أرأيت) أي أخبرني أيها الإنسان الجاهل