هذا الحديث عن أبي الضحى (فقال) ذلك الرجل لعبد الله (تركتُ في المسجد) الكندي (رجلًا يفسر القرآن برأيه) لا بروايته (يفسر هذه الآية) يعني قوله تعالى: (يوم تأتي السماء بدخان مبين قال) ذلك الرجل في تفسيرها (يأتيَ الناس) بالنصب على المفعولية المقدمة (يوم القيامة) بالنصب على الظرفية (دخان) بالرفع على الفاعلية المؤخرة (فيأخذ) ذلك الدخان (بأنفاسهم) جمع نفس (حتى يأخذهم) أي يأخذ الناس (منه) أي من ذلك الدخان (كهيئة الزكام) أي مثل هيئة الزكام فالكاف اسم بمعنى مثل في محل الرفع فاعل ليأخذ (فقال عبد الله) منكرًا لتفسير الرجل (من علم علمًا) بالنقل والرواية (فليقل به) فليخبر بذلك العلم المعلوم إذا سئل عنه (ومن لم يعلمـ) ـه (فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل) وعلمه (أن يقول لما لا علم له به الله أعلم) قال عبد الله كما هو مصرح في رواية البخاري (إنما كان هذا) القحط والجهد اللذان أصابا قريشًا حتى رأوا بينهم وبين السماء كالدخان من شدة الجوع لـ (أن قريشًا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم) أي حين أظهروا العصيان والمخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتركوا الشرك (دعا عليهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسنين) قحط (كسني يوسف) الصديق عليه السلام المذكورة في سورته (فأصابهم قحط) أي انقطاع مطر وقلة ماء (وجهد) بفتح الجيم وضمها أي مشقة شديدة من جوع وعطش (حتى جعل) وشرع (الرجل) منهم (ينظر إلى السماء فيرى) الرجل (بينه وبينها) أي وبين السماء (كهيئة الدخان) أي مثل خيال الدخان (من) أجل شدة (الجهد) أي الجوع لضعف بصره أو لأن الهواء يظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار (وحتى أكلوا العظام) والميتة معطوف على حتى الأولى