(والأرز) بفتح الهمزة وسكون الراء وقيل بفتح الراء والأكثر على السكون هو شجر معتدل صلب لا يحركه هبوب الريح ويقال له الأرزن وقيل إنه شجر الصنوبر وقال أبو حنيفة الدينوري: ليس هو من نبات أرض العرب ولا ينبت في السباخ بل يطول طولًا شديدًا ويغلظ غلظًا بليغًا اهـ فتح الباري [١٠/ ١٠٧] والتشبيه في عدم تحركه بهبوب الريح كما أن الكافر لا يعجل جزاء ذنوبه ولا تكون البلايا كفارة له، وليس المراد أن الكافر لا يصيبه المرض والبلاء أبدًا لأنه خلاف المشاهد وإنما المقصود أن الأمراض والبلايا لا تأتيه لتكفّر عن خطاياه وإنما تأتيه لأسباب عادية فقط، وقوله:(حتى تستحصد) بفتح التاء وسكون السين وكسر الصاد على صيغة المبني للمعلوم على رواية الأكثرين أي حتى تنقلع، وروي بضم التاء على صيغة المبني للمجهول أي حتى تحصد وتقلع بأن يقلعه أحد، والمقصود أن الكافر يؤاخذ بكفره وفسقه مرة واحدة في الآخرة، والأرزة في الأرميا (قِلْطُو).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في المرض باب ما جاء في كفارة المرض [٥٦٤٤]، والترمذي في الأمثال باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ [٢٨٠٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٩٢٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري (وعبد بن حميد) الكسي (عن عبد الرزاق) بن همام الصنعاني (حدثنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد) يعني عن سعيد عن أبي هريرة، غرضه بيان متابعة عبد الرزاق لعبد الأعلى (غير أن) أي لكن أن (في حديث عبد الرزاق مكان قوله) أي بدل قول عبد الأعلى (تميله) لفظة (تفيئه) بضم التاء بمعنى تميله، قال العيني: ثلاثيه فاء بفاء وياء وهمزة لأن أصله فَيَأَ من باب باع يقال فاء إذا رجع وأفاء غيره إذا رجعه اه فهو هنا من الأفعال.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث كعب بن مالك رضي الله عنهما فقال: