٦٩٥٩ - (٢٧٩٤)(١٥٤)(حدّثنا سعيد بن عمرو) بن سهل الكندي (الأشعثي) الكوفيِّ، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٦) أبواب (وزهير بن حرب، قال زهير: حدّثنا، وقال سعيد: أخبرنا سفيان) بن عيينة (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: قال الله عزَّ وجل: أعددت لعبادي الصَّالحين) أي هيأت وادخرت لعبادي الصَّالحين أي المراعين لحقوق الله تعالى وحقوق العباد (ما) موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول به لأعددت (لا) نافية للجنس على سبيل الاحتمال تعمل عمل ليس (عين) اسمها مرفوع، وجملة (رأت) خبرها، وكذا قوله:(ولا أذن سمعت) والمعنى أعددت لعبادي نعيمًا لا عين من عيون الخلق رائية له ولا أذن من آذانهم سامعة له أو أعددت لهم النعيم الذي لا عين من عيون الخلق رائية له ولا أذن من آذان الخلق سامعة له، ويحتمل كون عين وأذن فاعلًا مقدمًا لما بعده لغرض المجمع وهو الموافق لما بعده من قوله:(ولا خطر على قلب بشر) والمعنى عليه أعددت لعبادي الصَّالحين ما لا رأته عين ولا سمعته أذن وما لا خطر وجرى على قلب بشر، قال أبو هريرة:(مصداق ذلك) الحديث الذي حدثته لكم أي شاهده ومصدقه ما ذكر (في كتاب الله) عزَّ وجل من قوله تعالى: ({فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ}) من نفوس عبادي الصَّالحين ({مَا أُخْفِيَ}) وأدخر ({لَهُم}) في خزائن جنتي، حالة كونه ({مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}) أي مما تقر وتسر به أعينهم، وحالة كونه ({جَزَاءً}) لهم ({بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) أي على ما كانوا يعملون من طاعتي في الدنيا [السجدة/ ١٧].
قال العيني: قوله: (ما لا عين رأت) ما هنا إمَّا موصولة أو موصوفة، وعين وقعت في سياق النفي فأفاد الاستغراق، والمعنى ما رأته العيون كلهن ولا عين واحدة منهن