والأسلوب من باب قوله تعالى:({مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}) فيحمل على نفي الرؤية، والعين معًا أو نفي الرؤية فحسب أي لا رؤية ولا عين أو لا رؤية وعلى الأوَّل الغرض منه نفي العين وإنَّما ضمت إليه الرؤية ليؤذن بأن انتفاء الموصوف أمر محقق لا نزاع فيه وبلغ في تحققه إلى أن صار كالشاهد على نفي الصفة وعكسه اه منه، وزاد ابن مسعود في حديثه عند ابن أبي حاتم، ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل" وهو يدفع قول من قال إنَّما قيل (البشر) لأنَّه يخطر بقلوب الملائكة كذا في فتح الباري [٨/ ٥١٦].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في مواضع منها في تفسير سورة السجدة، باب فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين [٤٧٧٩ و ٤٧٨٠] والترمذي في تفسير سورة السجدة [٣١٩٧] وابن ماجة في الزهد باب صفة الجنَّة [٤٣٨٣].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:
٦٩٦٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي) نزيل مصر، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٥) أبواب (حدّثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري (حدثني مالك) بن أنس الأصبحي المدني، ثقة، من (٧)(عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة مالك لسفيان بن عيينة (أن النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: قال الله عزَّ وجل: أعددت لعبادي الصَّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
وقوله:(ذخرًا) بضم الذال المعجمة مصدر بمعنى اسم المفعول، حال من ما الموصولة في قوله ما لا عين رأت يقال: ذخرت الشيء أذخره ذخرًا من باب نصر، وادخرته أدخره ادخارًا بالإدغام من باب افتعل أي أعددت لعبادي ما لا رأته عين ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر، حالة كونه مدخرًا مخبأ لهم في خزائن جنتي،