للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبِ دُرِّيِّ فِي السَّمَاءِ. لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ. يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ. وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ؟ "

ــ

زوجتان وهذا كله من الآدميات، وأمَّا الحور فقد ورد في الحديث أن للواحد منهم العدد الكثير أفاده الأبي نقلًا عن القاضي، وقد ورد بيان عدد تلك الزمرة الأولى، وبيان كيفية دخولهم في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عند البُخاريّ في الرقاق رقم [٦٥٥٤] ولفظه: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "ليدخلن الجنَّة من أمتي سبعون أو سبعمائة ألف لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون آخذ بعضهم بعضًا لا يدخل أولهم حتَّى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة بدر" (والتي تليها) أي والزمرة التي تلي الزمرة الأولى في الدخول (على) صورة (أضوإ كوكب دري في السماء) أي على صورة أشد كوكب شبيه بالدر إضاءة في السماء (لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان) من الآدميات (يرى مخ) أي عظم (سوقهما) جمع ساق؛ أي منع عظامهن (من وراء اللحم) منهما (وما في الجنَّة) رجل (أعزب) أي فاقد الزوجة خال عنها.

قوله: (والتي تليها كأشد كوكب دري) يعني أن الزمرة التي تلي الأولى تكون في ضوئها وجمالها كأكثر كوكب ضياء، وقال الطيبي في شرح المشكاة [١/ ٢٣٨] أفرد المضاف إليه يعني كوكب دري ليفيد الاستغراق في النوع من الكوكب يعني إذا تفصيت كوكبًا كوكبًا رأيتهم كأشده إضاءة، و (الدري) معناه المضيء المنير كما تقدم في الباب السابق.

قوله: (لكل امرئ منهم زوجتان) قال النووي: ظاهر هذا الحديث أن النساء أكثر أهل الجنَّة، وفي الحديث الآخر إنهن أكثر أهل النَّار، قال: فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم، قال: وهذا كله في الآدميات وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنَّة من الحور العدد الكثير اه. قوله: (يرى منع سوقهما) إلخ المخ بضم الميم وتشديد الخاء المعجمة اللب داخل العظم، والمراد بهذا وصفهما بالصفاء البالغ وأن ما في داخل عظامهما لا يستتر بالعظم واللحم والجلد، وقد أعقبه في رواية همام بن منبه التالية لما بعد هذه بقوله: (من الحسن) دفعًا لما قد يتوهم في تصور تلك الرؤية مما ينفر عنه الطبع، وزاد الطّبرانيّ في الأوسط عن ابن مسعود (كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء) راجع مجمع الزوائد للهيثمي. قوله: (وما في الجنَّة أعزب) قال النووي: هكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>