للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَقَطُهُم وَعَجَزُهُم. فَقَال الله لِلجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، أَرحَمُ بِكِ مَنْ أشاءُ مِن عِبَادِي. وَقَال لِلنَّارِ: أنتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَن أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَلِكُل وَاحِدَة مِنكُمْ

ــ

الضعفاء معنى المعجزة المذكورين بعد (وسقطهم) أي سقط النَّاس بفتحتين أي المحتقرون بين النَّاس الساقطون من أعينهم لتواضعهم وخضوعهم لربهم وذلتهم له اهـ قسط، وقال القرطبي: السقط بفتحتين جمع ساقط وهو النازل القدر وهو الذي عبر عنه في الحديث الآخر بأنه لا يؤبه له، وأصله من سقط المتاع وهو رديئه (وعجزهم) أي عجز النَّاس، قال القاضي: هو بفتح العين والجيم جمع عاجز عن طلب الدُّنيا والتمكن فيها اهـ سنوسي، قال القرطبي: ويلزمه على ذلك أن يكون بالتاء ككاتب وكتبة وحاسب وحسبة وسقوط التاء في مثل هذا الجمع نادر، وإنَّما يسقطونها إذا سلكوا بالجمع مسلك اسم الجنس كما فعلوا ذلك في سقطهم، وصواب هذا اللفظ أن يكون (عجزهم) بضم العين وتشديد الجيم كنحو شاهد وشهد، وكذلك أذكر أني قرأته (وغرثهم) بفتح الغين المعجمة والثاء المثلثة جمع غرثان وهم الجيعان، والغرث الجوع وقد رواه الطبري غرتهم بكسر الغين المعجمة وبالتاء المثناة فوق وتشديد الراء أي غفلتهم وأهل البله منهم كما قال في الحديث الآخر (أكثر أهل الجنَّة البله) رواه البزار في مسنده وهو حديث ضعيف يعني به عامة أهل الإيمان الذي لم يتفطنوا ولم توسوس لهم الشياطين بشيء من ذلك فهم صحاح العقائد ثابتو الإيمان وهم أكثر المؤمنين، وأمَّا العارفون والعلماء والحكماء فهم الأقل وهم أصحاب الدرجات والمنازل الرفيعة اهـ من المفهم.

وقوله: (إلَّا ضعفاء النَّاس وسقطهم) وإما كونهم ضعفاء ساقطين بالنسبة إلى ما عند الأكثر من النَّاس، أما بالنسبة إلى ما عند الله فهم عظماء رفعاء الدرجات وكذلك هم ضعفاء في أعين أنفسهم تواضعًا لله تعالى وخضوعًا له وهذا الوصف الأخير يصدق على جميع أهل الجنَّة، وأمَّا ضعفهم واحتقارهم في أعين النَّاس فيصدق على أكثرهم فإن هناك رجالًا من أهل الجنَّة عظمت رتبتهم في الدُّنيا أيضًا (فقال الله) عزَّ وجل (للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم) جمع الضمير بالنظر إلى أبوابهما ودركاتهما أو بالنظر إلى خزنتهما وزبانيتهما وهو هكذا في أغلب النسخ، وفي بعض النسخ كنسخة القرطبي

<<  <  ج: ص:  >  >>