رواه التِّرمذيُّ والنَّسائيُّ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا "أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال" وجمع بعض العلماء بينه وبين حديث الباب بأن كونهم كالذر في أول الأمر عند الحشر وهو كالعلامة على حقارتهم، وحديث الباب محمول على ما بعد الاستقرار في النَّار، وقيل: إن المراد في حديث عمرو بن شعيب المتكبرون من المؤمنين، وفي حديث أبي هريرة الكافرون، وقيل يتفاوت عذاب أهل النَّار فمنهم من يكون مثل الذر، ومنهم من يعظم جسمه على ما ذكر في حديث الباب والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في الرقاق باب صفة الجنَّة والنَّار [٦٥٥١].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثَّاني من الترجمة وهو ذكر علامة أهل الجنَّة وعلامة أهل النَّار بحديث حارثة بن وهب رضي الله عنه فقال:
٧٠١٤ - (٢٨٢٤)(١٨٤)(حدَّثنا عبيد الله بن معاذ العنبري) البصري (حدَّثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري، ثقة، من (٩)(حدَّثنا شعبة حدثني معبد بن خالد) بن مرير بمهملتين مصغرًا الجدلي بفتح الجيم مكبرًا نسبة إلى جديلة قيس الكوفيّ القاص، ثقة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (أنَّه سمع حارثة بن وهب) الخزاعي الكوفيّ الصحابي الشَّهير رضي الله عنه روى عنه في (٣) أبواب، وليس في مسلم من اسمه حارثة إلَّا هذا الصحابي الجليل (أنَّه سمع النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم قال): وهذا السند من خماسياته (ألا أخبركم بأهل الجنَّة) أي بعلامات أهل الجنَّة (قالوا) أي قال الحاضرون: (بلى) أخبرنا رسول الله فـ (قال) رسول الله (صَلَّى الله عليه وسلم): هم (كل ضعيف) في نفسه لتواضعه وضعف حاله في طلب الدُّنيا (متضعف) أي محقر عند النَّاس لخموله في الدُّنيا، قال النووي: ضبطوا متضعف بفتح العين وكسرها، والمشهور الفتح ولم يذكر الأكثر غيره؛ ومعناه يستضعفه النَّاس ويستحقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدُّنيا، يقال تضعفه واستضعفه، وفي رواية الإسماعيلي مستضعف بالسين والمعنى واحد، وأمَّا رواية