الكسر فمعناها متواضع متذلل خامل واضع من نفسه، قال القاضي: وقد يكون الضعف هنا بمعنى رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان، والمراد أن أغلب أهل الجنَّة هؤلاء كما أن معظم أكثر أهل النَّار القسم الآخر وليس المراد الاستيعاب في الطرفين اهـ نووي.
(لو أقسم على الله) أي لو حلف على وقوع شيء لم يكن باسم الله (لأبره) أي لأوقع الله ذلك الشيء إكرامًا له وصيانة له عن الحنث في يمينه أي لجعله الله بارًّا صادقًا في يمينه بإيقاع ذلك الشيء ولو كان النَّاس يزعمونه ضعيفًا وذلك لعلو منزلته، وقيل معناه لو دعا لأجيب، وقيل لو حلف يمينًا طمعًا في إكرام الله تعالى له بإبراره لأبره اهـ سنوسي.
(ثم قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأهل النَّار) أي بعلامتهم (قالوا: بلى) أخبرنا (قال) هم (كل عتل) بضمتين وتشديد اللام أي كل فظ اللسان غليظ القلب شديد الخصومة بالباطل (جواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو أي جموع للمال منوع عن أدائه في الحق، وقيل كثير اللحم المختال في مشيته، وقيل القصير البطين (مستكبر) أي صاحب الكبر وهو بطر الحق وغمط النَّاس.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في مواضع منها في تفسير سورة ن والقلم، باب عتل بعد ذلك زنيم [٤٧١٨] وفي الأدب باب الكبر [٦٠٧١]، والترمذي في صفة جهنم باب بدون ترجمة [٢٦٠٥]، وابن ماجة في الزهد باب من لا يؤبه له [٤١٦٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه فقال:
٧٠١٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا محمَّد بن المثنى حدَّثنا محمَّد بن جعفر) غندر (حدَّثنا شعبة) غرضه بيان متابعة محمَّد بن جعفر لمعاذ بن معاذ، وساق محمَّد بن جعفر (بهذا الإسناد) يعني عن معبد عن حارثة (بمثله) أي بمثل حديث معاذ بن معاذ (غير أنه) أي