للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَاتِل بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ. قَال: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ. وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى، وَمُسْلِمٍ. وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ. قَال: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ،

ــ

لنصرك خمسة أمثال جيشك من الملائكة كما فعل ببدر ويدل هذا على أن هذا القول وقع قبل غزوة بدر لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر في ثلاثمائة من أصحابه ونيف وقيل ثلاثة عشر، وقيل سبعة عشر فأمده الله تعالى بخمسة آلاف من الملائكة كما نطق به القرآن الكريم (وقاتل بمن أطاعك) أي آمن بك واتبعك (من عصاك) أي من كفر بك وخالفك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأهل الجنة) أي المتأهلون لدخولها الصالحون له (ثلاثة) أنفار أحدها رجل (ذو سلطان) أي صاحب سلطنة وولاية (مقسط) أي عادل في رعيته أي يقيم فيها العدل والحق، قال الأبي: ويدخل فيه الرجل في أهله لحديث "كل راع مسؤول عن رعيته" وحديث "لا يؤمن من الرجال في سلطانه" وقوله مقسط وما بعده مرفوع على أنها صفات لذو وهي بمعنى صاحب (متصدق) أي معط للصدقات (موفق) بصيغة اسم المفعول أي مسدد لفعل الخيرات (و) ثانيها (رجل رحيم) أي كثير الرحمة والإحسان (رقيق القلب) أي لينه عند التذكر والموعظة ويصح أن يكون بمعنى الشفيق (لكل ذي قربى) أي لكل صاحب قرابة (و) لكل (مسلم) ومسلمة وهو بالجر لكونه معطوفًا على ذي قربى، والمعنى رحيم لكل ذي قربى ولكل مسلم (و) ثالثها رجل (عفيف) أي متصف بالعفة طبيعة (متعفف) أي متكلف بالعفة مكتسب لها، والعفيف من كانت العفة سجية وطبيعة له، والمتعفف من يكلف نفسه بالعفة ويكتسبها بعد أن لم تكن، والعفة التوقي عن الحرام، والمعنى عفيف عن الحرام في نفسه طبيعة متعفف (ذو عيال) أي متعفف عن كسب الحرام وإن كان ذا عيال، وفي رواية للطبراني "ورجل غني عفيف متصدق" و (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا (وأهل النار خمسة) أنواع أحدها (الضعيف الذي لا زبر) ولا عقل (له) يزبره ويمنعه مما لا ينبغي شرعًا وعقلًا من المحرمات وخارم المروءات، وقيل هو الذي لا مال له، وقيل هو الذي ليس عنده ما يعتمده ويتوكل عليها (والزبر) بفتح الزاي وسكون الباء ما يزبر الإنسان أي يمنعه عما لا ينبغي ويطلق عمومًا على العقل لأنه يكف الإنسان عما لا ينبغي، فالمعنى الضعيف الذي لا عقل له يمنعه من المحرمات، وقيل المراد من لا مال عنده، ورده القرطبي: وقال لا

<<  <  ج: ص:  >  >>