الرجل المستجير بالبيت (بعث) أي جيش أي فيبعث إليه عدوه بعثًا ليهجم عليه وينتهك حرمة البيت والعياذ بالله من ذلك (فإذا كانوا) أولئك البعث (ببيداء) أي بمفازة (من الأرض) في طريقهم إلى البيت، والبيداء الأرض الملساء التي لا شيء فيها وهي المفازة، يُجمع على بيد كبيضاء يُجمع على بيض، وسيأتي أن أبا جعفر الباقر فسرها ببيداء المدينة وهو الموضع المشرف قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة، ويمكن أن يكون عنده خبر معين وإلا فلفظ الحديث نكرة يصدق على آية بيداء كانت (خسف بهم) الأرض قالت أم سلمة (فقلت يا رسول الله فكيف) الحكم (بمن كان) معهم أي مع أولئك الجيش حالة كونه (كارهًا) لعملهم أو مكرهًا على عملهم فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم هو (يُخسف به) الأرض (معهم ولكنه يُبعث يوم القيامة على نيته) أي على برائته من عملهم (وقال أبو جعفر) محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، ثقة، من (٤): تلك البيداء التي يُخسف فيها الجيش (هي بيداء المدينة) المكان المشرف قدام ذي الحليفة كما مر آنفًا.
قوله (خُسف بهم) يعني أن الله عزَّ وجلَّ سوف يخسف بهم عقوبة لهم على عملهم الذي أرادوا به من الهجوم على الكعبة وعلى من لجأ إليها، وقال الأبي: الأظهر في هذا الخسف أنه لم يقع بعد وأنه لا بد منه لوجوب صدق خبره صلى الله عليه وسلم وحاول بعضهم أن يحمل هذا الحديث على من غزا عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وهو مستعيذ بمكة ولكن سيأتي أن عبد الله بن صفوان رد على من زعم ذلك فقال: أما والله ما هو بهذا الجيش وقد ثبت صدقه بأن الجيش الذي هجم على ابن الزبير رضي الله عنه لم يُخسف به فظهر أن المراد في الحديث جيش آخر ولم أطلع في التاريخ على جيش يمكن أن يجعل مصداق هذا الحديث فالظاهر كما قال الأبي أنه سوف يكون في المستقبل والله أعلم. قوله (فكيف بمن كان كارهًا) أي رافقهم من غير أن يكون منه رضًا بعملهم فكأنها تعجبت من كون مثله يُخسف به مع المعذبين مع أنه لم يرض بفعلهم. قوله (يُخسف به معهم) .. الخ يعني أنه يصيبه العذاب العام في الدنيا ولكنه ينجو من عذاب الآخرة إن