كانت نيته صالحة وهذا موافق لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بُعثوا على أعمالهم" أخرجه البخاري في الفتن رقم [٢١٠٨] وقال الحافظ في الفتح [٤/ ٣٤١] وفي هذا الحديث دلالة على أن الأعمال تعتبر بنية العامل والتحذير من مصاحبة أهل الظلم ومجالستهم وتكثير سوادهم ألا لمن اضطر إلى ذلك ويتردد النظر في مصاحبة التاجر لأهل الفتنة هل هي إعانة لهم على ظلمهم أو من ضرورة البشرية ثم يعتبر عمل كل أحد بنيته وعلى الثاني يدل ظاهر الحديث أي حديث عائشة وسيأتي متنه قريبًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في الفتن باب بدون ترجمة [٢١٧١]، وأبو داود في المهدي [٤٢٨٩]، وابن ماجه في الفتن باب جيش البيداء [٤١١٥].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها فقال:
٧٠٦٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) بن عبد الله التميمي الكوفي، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب (حدثنا زهير) بن معاوية بن حُديج الجعفي الكوفي، ثقة، من (٧)(حدثنا عبد العزيز بن رفيع) الأسدي المكي، ثقة، من (٤) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة زهير لجرير، وساق زهير (بهذا الإسناد) يعني عن ابن القبطية عن أم سلمة مثله (و) لكن (في حديثه) أي في حديث زهير وروايته لفظة (قال) عبد العزيز بن رفيع اهـ مفهم (فلقيت أبا جعفر) الهاشمي محمدًا الباقر بن علي (فقلت) له (إنها) أي إن أم سلمة (إنما قالت) لفظة (بيداء من الأرض) ولم تعينها ولم تعرّفها ببيداء مخصوصة (فقال) لي (أبو جعفر كلا) حرف ردع وزجر عما لا يليق أي ارتدع عن اعتقادك وانزجر عما قلت (والله أنها) أي إن البيداء التي يُخسف بهم فيها (لـ) هي (بيداء المدينة) التي قدام ذي الحليفة من جهة مكة، فاختلف عبد العزيز وأبو جعفر في المراد بالبيداء اهـ (ط).