قوله (فخطبنا حتى غربت الشمس) ظاهره أن خطبته صلى الله عليه وسلم استمرت طول النهار فيحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أن يكون على سبيل التغليب فتكون بين الخطبات وقفة والله أعلم. قوله (فأعلمنا أحفظنا) يعني من كان أعلم منا حفظ تلك الأشياء أكثر من غيره أو المراد أن من حفظها أكثر اعتبر اليوم أعلم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [٥/ ٣٤١]، والطبراني في معجمه [١٧/ ٢٨].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الرابع من الترجمة وهو ذكر الفتنة التي تموج كموج البحر بحديث آخر لحذيفة رضي الله عنه فقال:
٧٠٩٥ - (٢٨٦٩)(٣٦)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني (ومحمد بن العلاء) بن كريب (أبو كريب) الهمداني (جميعًا عن أبي معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي (قال ابن العلاء حدثنا أبو معاوية) بصيغة السماع (حدثنا الأعمش عن) أبي وائل (شقيق) بن سلمة الأسدي الكوفي (عن حذيفة) بن اليمان الكوفي رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) حذيفة (كنا) يومًا (عند عمر) بن الخطاب (فقال) عمر (أيكم) يا معشر الحاضرين (يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) الذي حدّثه لنا (في) بيان (الفتنة) التي تكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقوله (كما قال) صفة لمصدر محذوف مؤكد ليحفظ أي أيكم يحفظ حفظًا كائنًا على الوجه الذي قاله بلا تغيير ولا تحريف (قال) حذيفة (فقلت) لعمر (أنا) الذي حفظه كما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (قال) له عمر (أنك) يا حذيفة (لجريء) إذا بوزن فعيل من الجرأة أي جسور مقدام قاله على جهة الإنكار كأنه أنكر عليه هذا الادعاء فإن ذاكرة المرء تتعرض للذهول عن بعض الأشياء فالاحتياط أن يقول إني أذكر جوهر الكلام ولا أدعي أني أذكر كله بلفظه كذا في القسطلاني، وقيل إن عمر مدحه على جرأته في ادعاء أنه يحفظ من رسول