دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبًا من الساعة وفُسِّر به قوله تعالى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}[الدخان: ١٠]، على ما ذهب إليه غير ابن مسعود وهم جماعة من السلف وهو مروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة وابن عباس والحسن وابن أبي مليكة، وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أن من أشراط الساعة دخان يمكث في الأرض أربعين يومًا" وأنكر هذا القول ابن مسعود وقال: إنه عبارة عما نال قريشًا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقد وافق ابن مسعود على هذا جماعة ويؤيد قول ابن مسعود قوله تعالى:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}[الدخان: ١٢]، وقوله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥)} [الدخان: ١٥]، ويمكن أن يجمع بين القولين بأنهما دخانان جمعًا بين هذه الآثار (و) ذكر (الدجال) أي الكذاب الذي يدعي الألوهية. وسيأتي بسط الكلام فيه في بابه (و) ذكر (الدابة) وهي المرادة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} بكلام يفهمونه، وذكر المفسرون أنها دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا لا يفوتها أحد فتسم على المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسود وجهه وتكتب بين عينيه كافر، وذكروا أنها آخر الآيات ويغلق عندها باب التوبة والعلم والعمل (و) ذكر منها (طلوع الشمس من مغربها) واعلم أن الأشياء العشرة معدودة هنا على غير ترتيبها ولذلك ذكر طلوع الشمس من مغربها قبل نزول عيسى ابن مريم وقبل خروج يأجوج ومأجوج ودلت الأحاديث الأخرى على أن طلوع الشمس من مغربها إنما سيكون قبل نفخة الصور وحينئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل اهـ مرقاة [١/ ١٨٥](ونزول عيسى ابن مريم - عليه السلام - و) خروج (يأجوج ومأجوج و) ذكر منها (ثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب) قال ابن الملك: قد وُجد الخسف في مواضع لكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وُجد كان يكون أعظم مكانًا وقدرًا كذا في المرقاة (وآخر ذلك) المذكور من العلامات العشر (نار تخرج من اليمن تطرد الناس)