للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: "لَا يَذْهَبُ الليلُ وَالنّهَارُ حَتى تُعْبَدَ الَّلاتُ وَالْعُزَّى" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)} [التوبة: ٣٣] أَنَّ ذلِكَ تَامًّا. قَال: "إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ. ثُم يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيبَةً. فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ. فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيرَ فِيهِ. فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبائِهِمْ"

ــ

(عن الأسود بن العلاء) بن جارية بجيم الثقفي المدني، ثقة، من (٦) روى عنه في (٢) بابين الحدود والفتن (عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (٣) (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (قالت) عائشة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يذهب الليل والنهار) أي لا ينقطع الزمان ولا تأتي القيامة (حتى) يرتد الناس و (تعبد اللات والعزى) قالت (فقلت) له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إن) مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، واسمها ضمير الشأن محذوفًا أي إن الشأن والحال (كنت) أنا (لأظن حين أنزل الله) عزَّ وجلَّ قوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)} [التوبة: ٣٣]، أي إني كنت لأظن (أن ذلك) المذكور في الآية من ظهوره على كل الأديان يكون (تامًّا) أي دائمًا مستمرًا إلى يوم القيامة تعني أنها فهمت من هذه الآية الكريمة أن المسلمين لا يُغلبون والكفر لا يعود بعدما أظهر الله الإسلام على جميع الأديان فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه) أي إن الشأن والحال (سيكون من ذلك) المذكور في الآية من ظهوره على الأديان كلها (ما شاء الله) ظهوره، قال الأبي: وحاصل الجواب أن ما دلت عليه الآية من ظهوره على الدين كله ليست قضية دائمة مستمرة (ثم يبعث الله) تعالى: (ريحًا طيبة) أي لينة (فتوفي) مضارع توفى من باب تفعل بحذف إحدى التاءين أي فتوفي تلك الريح وتميت (كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان) أي تأخذ الأنفس وتجعلها وافية تامة (فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آباءهم) من الشرك وعبادة الأوثان. وهذا الحديث مما تفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>