قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف (والمدى) على وزن قفل مكيال معروف لأهل الشام يسع خمس عشر مكوكًا اهـ نووي.
(ثم أسكت) جابر أسكت وسكت لغتان بمعنى صمت، وقيل أسكت بمعنى أطرق، وقيل بمعنى أعرض (هنية) أي قليلًا من الزمان وهو بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء المفتوحة تصغير هنة ويقال فيها هنيهة أيضًا أي سكت جابر زمنًا قليلًا (ثم) بعد سكوته (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) سوف (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال) أي يصبه صبًّا من باب رمى أي يحفن بكفيه النقود عند قسمتها بين الناس (حثيًا) أي حفنًا لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات عنده مع سخاء نفسه وكرمه حالة كونه (لا يعده) أي لا يحسبه (عددًا) بالآحاد والعشرات والمئات والألوف عند قسمتها بين الناس، قال النووي: وفي رواية يحثو المال حثيًا يقال حثيت المال أحثي حثيًا من باب رمى فيكون ناقصًا يائيًّا وحثوت أحثو حثوًا من باب غزا فيكون ناقصًا واويًّا وجاء اللغتان في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأول كما في الرواية الآتية وهو جائز، والحثو هو الحفن بالكفين وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الغنائم والأموال والفتوحات عنده مع كونه سخيًّا لا يقتر.
قوله (لا يعده عددًا) هكذا في كثير من النسخ، قال في المصباح: عددته عدًّا من باب قتل والعدد بمعنى المعدود، وفي بعضها عدًّا فحينئذ يكون مصدرًا مؤكدًا اهـ نووي، وفي الأبي ذكر الترمذي وأبو داود هذا الخليفة وسمياه بالمهدي، وفي الترمذي "لا تقوم الساعة حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وقال: حديث صحيح، وزاد أبو داود "يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا" اهـ. والمراد من حثي المال أنه يكثر عنده المال فيعطي الناس بكثرة لا يحصرها عد.
(قال) الجريري بالسند السابق (قلت لأبي نضرة) المنذر بن مالك (وأبي العلاء) يزيد بن عبد الله بن الشخير بكسر الشين وتشديد الخاء المعجمة العامري البصري، ثقة،